نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 145
عنهم : قد شاهدت
جماعة من مقلّدة الفقهاء ، قرأت عليهم آيات كثيرة من كتاب الله تعالى في بعض
المسائل ، وكانت مذاهبهم بخلاف تلك الآيات ، فلم يقبلوا تلك الآيات ولم يلتفتوا
إليها ، وبقوا ينظرون إليَّ كالمتعجِّب ، يعني كيف يمكن العمل بظواهر هذه الآيات
مع أن الرواية عن سَلَفنا وردت على خلافها ، ولو تأمَّلتَ حق التأمَّل وجدتَ هذا
الداء سارياً في عروق الأكثرين من أهل الدنيا [١].
وقال السيد سابق في فقه السنة : وقد بلغ
الغلو في الثقة بهؤلاء الأئمة حتى قال الكرخي ـ وهو حنفي ـ : كل آية أو حديث يخالف
ما عليه أصحابنا فهو مؤول أو منسوخ؟! [٢]
وقال ابن حزم : قال بعض من قوي جهله وضعف
عقله ورقَّ دينه : إذا اختلف العالمان وتعلَّق أحدهما بحديث عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو آية ، وأتى الآخر بقول يخالف ذلك
الحديث وتلك الآية ، فواجب اتباع من خالف الحديث ، لأننا مأمورون بتوقيرهم [٣].
وعن إبراهيم النخعي قال : لو رأيتهم
يتوضؤون إلى الكوعين ما تجاوزتهما وأنا أقرؤها (إلى
المرافق )[٤].
ومِن
تعصّبهم : ما جرَّهم إلى أمور
منكرة ومهاترات عجيبة.
ومن ذلك ما ذكره ابن كثير في ترجمة محمد
بن موسى بن عبد الله الحنفي ، فقال : ولي قضاء دمشق ، وكان غالياً في مذهب أبي
حنيفة ... وكان يقول : لو كانت لي الولاية لأخذت من أصحاب الشافعي الجزية. وكان
مبغضاً لأصحاب مالك أيضاً [٥].