نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : آل محسن، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 134
ثم إن الظاهر من الحديث هو الدلالة إلى
علماء المدينة ، وأن العلماء في غيرها من البلدان لا يقاسون بهم ، لا أن المراد به
الدلالة على عالم مخصوص ، حتى يقع الكلام في أنه مالك بن أنس أو غيره. ولهذا قال :
«فلا يجدون أحداً أعلم من عالم المدينة » ، أي من جنس العالم الذي بالمدينة ، ولم
يقُل : فلا يجدون أحداً أعلم من عالمٍ بالمدينة. حتى يكون المراد به عالماً
مخصوصاً.
ولو سلَّمنا أن المراد به عالم مخصوص
فلم يحصل اتفاقهم على أنه مالك بن أنس ، فإن الترمذي في السُّنَن ذكر في رواية عن
سفيان بن عيينة أنه قال : إنه مالك ، وفي رواية أخرى قال : إنه العُمَري [١].
وقال أحمد في المسند : وقال قوم : هو
العمري ، قال : فَقَدَّموا مالكاً [٢].
وذكر الخطيب أن أبا موسى سأل سفيان : أكان
ابن جُرَيْج يقول : نرى أنه مالك بن أنس؟ فقال : إنما العالم من يخشى الله ، ولا
نعلم أحداً كان أخشى لله من العمري [٣].
٣ ـ ما رووه في فضل الشافعي :
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال : عالم قريش يملأ طباق الأرض علماً. يعني الشافعي.
أورده الشوكاني في الموضوعات ، وقال : هو
موضوع. قاله الصغاني [٤].
ومع ضعف الحديث فإنه لا يدل على خصوص
الشافعي ، وما قلناه في ( عالم المدينة ) يأتي هنا أيضاً ، فإن عالم قريش لا يدل
على رجل مخصوص ، وأئمة العترة النبوية الطاهرة عليهمالسلام كلهم
من قريش ، وهم أفقه من الشافعي وغيره ، وهذا لا نحتاج فيه إلى مزيد بيان.