ومن أطرف ما يصوّر لنا قيمة شخصية
المهدي العباسي ، ما ذكره السيوطي في ترجمته ، قال ـ بعدما أورد له حديثاً في
البسملة ـ : « قال الذهبي : هذا إسناد متصل ، لكن ما علمت أحدا احتجّ بالمهدي ولا
بأبيه ـ المنصور ـ في الأحكام » [٣].
وليت شعري! ما تلك الإزدواجية وذلك النفاق في تسميته بعد كل هذا إذن بخليفة
المسلمين ، وأمير المؤمنين ، والمهدي؟
( أفَمن يَهدِى إلى
الحَقِّ أحَقِّ أَن يُتَّبع أَم مَن لا يَهديِ إلاّ أن يُهدَى فما لكُم كيفَ
تَحكُمُونَ )[٤].
ولإهمال هذا المهدي المزيف شؤون الرعية
، وانغماسه في لهوه وملذاته ؛ تدخلت النساء في شؤون دولته ، لا سيما زوجته
الخيزران الذي استفحل أمرها في عهده وبقيت هكذا حتى استولت على زمام الأمور في
[١] راجع : أشعار
أولاد الخلفاء وأخبارهم من كتاب الأوراق / أبو بكر محمد بن يحيى الصولي : ٦٢.
[٢] ديوان أبي فراس
الحمداني : ٣٠٤. قصيدة رقم / ٣٠٣ البيت رقم / ٥٤.