تضمن هذا الحديث الصحيح الإشارة إلى بعض
علل الغيبة ، إعني : الخوف من القتل ، وهي العلّة الظاهرة على مسرح الأحداث
التاريخية التي اعقبت وفاة الإمام الحسن العسكري والد الإمام المهدي عليهماالسلام ، وإلاّ فهناك علل اُخرى وردت عن
الإمام الصادق عليهالسلام
أيضاًًً ، من قبيل أن لا يكون في عنق الإمام المهدي عليهالسلام
نوع التزام للحاكم قبيل الظهور من عهد أو بيعة ، وجريان السنن السابقة في غيبات
الأنبياء عليهمالسلام ، في غيبة
الإمام المهدي عليهالسلام
ونحو ذلك من العلل غير المنظورة في ابتداء زمن الغيبة ، كما سيأتي في بيان علل
الغيبة.
وفي
الحديث أيضاًً إخبار بشيئين قبل أوان حدوثهما :
أحدهما : غيبة الإمام المهدي عليهالسلام ، وقد وردت في الحديث نصاً ، ولم
تتحقّق إلاّ في شخص الإمام الثاني عشر عليهالسلام
، لثبوت بطلان من أدّعيت غيبته ، بوفاته وتغسيله ، وكفنه ، والصلاة على جنازته ،
ودفنه كما هو حال دعوى الكيسانية بغيبة محمد بن الحنفية رضياللهعنه ، ودعوى الواقفية بغيبة الإمام الكاظم عليهالسلام. ونحو ذلك الى الدعاوى الأخرى الباطلة.
الآخر
: وهو لا يقل أهميّة عن الاخبار الأول ،
وقد تحقّق على طبق ما أخبر به عليهالسلام
، وهو الإشارة إلى من الأمة سوف لن تنصف آل محمد صلىاللهعليهوآله
، ومنها ستبقى على حالها ببخس حقّهم من السلطة ، وابعادهم عما جعله
[١] اُصول الكافي ١
: ٣٣٨ / ٩ ، و ا : ٣٤٠ / ١٨ باب في الغيبة.
نام کتاب : غيبة الامام المهدي عند الامام الصادق عليهما السلام نویسنده : العميدي، السيد ثامر هاشم جلد : 1 صفحه : 123