وقد رأينا أن نذكر عشرة موارد من هذا
القبيل ، تاركين الحكم للباحث المنصف الحرّ :
١ ـ كون أبي بكر في
جيش أسامة :
قال الفضل : « قد صحّ أنّ أبا بكر لم
يكن في جيش أسامة ، وقد قال الجزيري : من ادّعى أنّ أبا بكر كان في جيش أسامة فقد
أخطأ ، لأنّ النبيّ بعد أن أنفذ جيش أسامة قال : مروا أبا بكر فليصلّ بالناس ؛ ولو
كان مأمورا بالرواح مع أسامة لم يكن رسول الله يأمره بالصلاة بالأمّة » [١].
أقول :
هذا كلامه!
ونحن للاختصار نكتفي بكلام الحافظ ابن
حجر العسقلاني في شرح
البخاري ، فإنّه يقول ما ملخّصه :
« كان تجهيز أسامة يوم السبت ، قبل موت
النبيّ بيومين ... فبدأ برسول الله وجعه في اليوم الثالث ، فعقد لأسامة لواء بيده
، فأخذه أسامة ، فدفعه إلى بريدة ، وعسكر بالجرف. وكان ممّن ندب مع أسامة من كبار
المهاجرين والأنصار ، منهم : أبو بكر ، وعمر ، وأبو عبيدة ، وسعد ، وسعيد ، وقتادة
بن النعمان ، وسلمة بن أسلم. فتكلّم في ذلك قوم ... ثمّ اشتدّ برسول الله وجعه
فقال : أنفذوا جيش أسامة.