ونشأ فيها ، وترعرع
في أنديتها ومحافلها ، درس على والده وغيره النحو ، والصرف ، وعلوم البلاغة ،
والمنطق ، والحساب ، والفلك ، وعلم الكلام ، والحديث ، والفقه وأصوله ، وعلوم
الدين والأدب ، ونال منها حظّا وافرا.
حضر دروس الشيخ الآخوند محمّد كاظم
الخراساني ، والسيّد محمّد كاظم الطباطبائي اليزدي ، وشيخ الشريعة الأصفهاني ،
والشيخ علي ابن الشيخ باقر الجواهري ، وقد أجازه معظم هؤلاء المراجع العظام إجازة
الاجتهاد عام ١٣٣٢ ه ، كما أجازه بالرواية شيخه شيخ الشريعة ..
فاستقلّ برأيه وباشر في مواصلة الأبحاث
الخارجية منذ ذلك الحين ، فأتمّ عشرات الدورات الفقهية والأصولية ، حضرها رعيل
كبير من أهل الفضل والعلم ، وقد تخرّج على يديه جملة من الأفاضل.
وقد تنبّه إلى مقامه العلمي عشرات
الرجال من أهل اليقين والمعرفة فقلّدوه مع وجود زعماء مشتهرين آنذاك ، أمثال
الميرزا النائيني والسيّد أبو الحسن الأصفهاني ، وكان السيّد أبو الحسن يحترمه
ويجلّه وقد رجاه غير مرّة أن يرجع إليه كلّ ما يتعلّق بالقضاء إليه ، ولكنّه رفض
رفضا باتّا ، وآثر الانعزال والانصراف إلى التأليف والتدريس والعبادة ، كما كرّر
عليه أن يقيم صلاة الجماعة بمكانه في الجامع الهندي فرفض أيضا ، ولم يخرج من
العراق طيلة حياته إلّا مرّة واحدة سافر فيها إلى إيران عام ١٣٦٨ ه لزيارة الإمام
عليّ الرضا عليهالسلام للاستشفاء
بعد إجراء عملية جراحية أجريت له في النجف الأشرف.
وبعد وفاة السيّد أبو الحسن الأصفهاني
سنة ١٣٦٥ ه ظهر شيخنا المظفّر إماما مبرّزا ومرجعا من مراجع المسلمين ، رغم أنّه
كان قد آثر العزلة.