قال الفضل في حقّ أمير المؤمنين عليهالسلام بأنّه « من علماء الأمّة » .. فإن أراد
أنّه « من علماء الأمّة » بمعنى أنّ في الأمّة من يساويه في العلم ، فهذا لا يجتمع
مع كونه « وصيّ النبيّ في إبلاغ العلم وودائع حقائق المعارف » ، فيحصل التناقض.
وإن أراد أنّه « من علماء الأمّة » لكن
لا يساويه غيره فيه ، لكونه « وصيّ النبي ... » فقد اعترف بأعلمية الإمام عليهالسلام بالنسبة إلى غيره ، وهذا هو المطلوب ،
ولكنّه لا يعترف به مكابرة وعنادا للحقّ.
* واستدلّ العلّامة رحمهالله برواية أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري
، صاحب التاريخ والتفسير المشهورين ، في قضيّة إقدام عمر على إحراق بيت أمير
المؤمنين عليهالسلام[١][٢].
فأجاب الفضل قائلا : « من أسمج ما
افتراه الروافض هذا الخبر ، وهو إحراق عمر بيت فاطمة.
وما ذكر أنّ الطبري ذكره في التاريخ ،
فالطبري من الروافض ، مشهور بالتشيّع ، مع إنّ علماء بغداد هجروه لغلوّه في الرفض
والتعصّب ، وهجروا كتبه ورواياته وأخباره ، وكلّ من نقل هذا الخبر فلا يشكّ أنّه
رافضي متعصّب ، يريد إبداء القدح والطعن على الأصحاب ، لأنّ العاقل المؤمن الخبير
بأخبار السلف ظاهر عليه أنّ هذا الخبر كذب صراح وافتراء