نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 71
وكما اختلفت العقائد والديانات ، بحجم ومدى
عملية الإنقاذ ، اختلفت أيضاً في تحديد من هو المهدي بالفعل؟ وأين يظهر؟ ومتى يكون
زمن ظهوره؟ ويكمن سر هذا الاختلاف في أن هذه التساؤلات من تفاصيل الفكرة الرئيسة ،
وأن هذه التفاصيل قد خضعت للزيادة والنقصان وللاجتهاد لدى الأغلبية من أتباع الملل
الأخرى ، وبالتالي تعدد منابع ومراجع المعلومات التي بنيت تلك التفاصيل على أساسها
، أو لعدم وثوق بعضها. فقد اكتفت الديانة اليهودية ، أو ما وصل إلى علمنا منها على
الأقل ، بتأكيد الفكرة الرئيسة ، والإشارة العامة إلى أصول المهدي ، وأنه من نسل
إسماعيل ، وأنه أحد اثني عشراً عظيماً ، وأشارت أيضاً إلى الظروف والمخاطر التي
أحاطت بولادة هذا المنقذ العظيم ، وصرحت بأن الله تعالى قد غيّب هذا المنقذ ليحفظه
، ثم يظهر في اللحظة المناسبة ، وبالرغم من إجمال تلك المعلومات ، إلا أنها على
جانب كبير من الأهمية ، كما سنرى. أما الديانة المسيحية فقد أشارت إلى عهد الظهور
، وأبرزت من هذا العهد ظهور السيد المسيح ، فركزت عليه تركيزاً خاصاً ، وأهملت ما
سواه.
أما الديانة الإسلامية ، وهي أحدث وآخر
الديانات السماوية ، فقد غطت نظرية ظهور المهدي تغطية كاملة ، فعلي الرغم من
المحنة التي تعرض لها الحديث النبوي ، حيث مُنعت كتابته وروايته مدة طويلة من
الزمن ، إلا أن ما وصلنا من الأحاديث النبوية قد وصف المهدي وصفاً دقيقاً ، وحدد
علامات ظهوره تحديداً وضحاً ، ووصفت مهمته موضوعياً كما سنرى.
وهذا الاختلاف بين العقائد والأديان على
التفاصيل بعد الاتفاق على الفكرة الرئيسة أفرز نماذج وأشكالاً متعددة ، للاعتقاد
بالمهدي المنتظر ، أو المنقذ الأعظم ، وسنستعرضها بما أمكن من الأيجاز طمعاً
باستكمال دائرة البحث.
أشكال هذا الاعتقاد
١ ـ عند اتباع الملل
الأخرى « غير السماوية »
لقد اعتقد الزرادشتيون بفكرة الظهور ،
واعتقدوا أن المنقذ الذي سيظهر هو بهرام شاه. واعتقد المجوس بعودة أرشيدو ، واعتقد
البوذيون بعودة بوذا ، واعتقد
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 71