نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 47
الذين يجهلون
الإسلام ، والذين حاربوه بالأمس!!! وأن يقفوا في طوابير طويلة ليأخذوا ما تجود به
أنفس الأمراء الجدد الذين كانوا أعداء لله بالأمس!!
إنها غربة الإسلام والايمان ، وغربة
المسلمين المخلصين والمؤمنين الصادقين ، تلك الغربة التي أخبر عنها النبي ، وحذر
منها قبل وقوعها بقوله : « إن الإيمان بدأ غريباً وسيعود کما بدأ ، فطوبي للغرباء
... « وبدأ الإسلام غريباً ثم يعود غريباً كما بدأ ... ». [ راجع معجم أحاديث
المهدي ج ١ ص ٧١ ـ ٧٧ تجد العشرات من مراجع هذين الحديثين الشريفين كصحيح مسلم ،
وابن ماجة ، والترمذي ، ومسند أحمد ، وابن أبي شيبة ، والبزار وغيرهم ].
لقد عاشت الفئة القليلة المؤمنة غربة
كغربة الفئة المؤمنة التي عاشت في المجتمعات التي سبقت عصر النبوة المحمدية. فمارست
عباداتها سراً ، ودعت لأمر الله سراً ، وكتمت إيمانها ، وانتظرت فرج الله لأن
قيادة المجتمع قد كانت لها ، وخرجت من يدها بالقوة والتغلب وبالكثرة ، حيث جرت
الأكثرية خلف مصالحها العاجلة ، والفرق أن الفئة المؤمنة التي صارت غريبة بعد موت
الرسول ، صارت تعرف هدفها ، وتعرف الوسيلة لتحقيق هذا الهدف ، لذلك تجمعت حول أهل
بيت النبوة ووالتهم كما أُمرت ، ونهلت منهم علوم الإسلام ، وأخذت تدعو إلى الله
ودينه سرأ وتنمو يوماً بعد يوم ، وهدفها هداية الأكثرية الساحقة إلى الطريق القويم
لتتحصن الأمة ضد الانحراف والمنحرفين ، وعودة الحق والأمر إلى أهله الشرعيين ،
وإعادة حكم الله الحقيقي إلى الأرض.
٤ ـ أئمة الضلالة
وأعوانهم
لغة وشرعاً يطلق مصطلح الإمام على رئيس
الأمة وهاديها ومرجعها ـ أي أمة ـ وتعني الإمامة الرئاسة العامة والمرجعية معاً ،
وهي إما أن تكون إمامة برّ وشرعية ، كإمامة أبراهيم والأئمة من بعده ، وإمامة محمد
والأئمة الشرعيين من ولده تقود إلى الصراط المستقيم ، وإما أن تكون إمامة فاجرة
وغير شرعية سندها القوة والتغلب ، كإمامة فرعون وغيره من أئمة الكفر تقود إلى دار
البوار ، وقد فصلنا كل ما يتعلق بهذين المصطلحين في كتابنا : « الإمامة والولاية »
فارجع إليه إن شئت.
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 47