نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 34
وصاروا رعايا
ومحكومين ، لا تقدم مواقفهم ولا تؤخر مع إجماع أغلبية ساحقة ، أما الذين قاوموا
النبي والنبوة قبل الهجرة وحاربوا النبي بعد الهجرة ، وجهلوا أحكام الدين فقد
غلبوا بعد وفاة النبي ، وتسلموا بالقوة أو بالعهد والتسلل مقاليد الدولة ، فصاروا
هم السادة والحكام والأساتذة وأصحاب الكلمة المسموعة ، لأن بيدهم النفوذ والجاه
والمال والسلطة ، ومؤهلهم الوحيد هو القوة. تلك حقيقة لا يماري فيها إلا جاهل ، أو
متجاهل أو عابد هواه.
وتحقق ما حذر منه
النبي
وتفكك الإسلام وحلت
كافة عراه!!!
بيّّنا بأن رسول الله وقبل أن ينتقل إلى
جوار ربه ، حذر المسلمين وبأنهم إن لم يلتزموا بما أمرهم به ، فإن الإسلام سيتفكك
، وستحل عراه عروة بعد عروة ، فكلما انقضت عروة تثبت الناس بالتي تليها ، وأن أول
عرى الإسلام نقضاً الحكم ، وآخرها نقضاً الصلاة. [ رواه أحمد وابن حبان في صحيحه ،
والحاكم في مستدركه ، راجع كنز العمال ج ١ ص ٢٣٨ ].
وكرر النبي التحذير في مناسبات متعددة ،
وأطلعهم على ما هو كائن وبالتصوير الحي البطيء ، وأحيط الجميع علماً بما حذر منه
الرسول ، وقامت الحجة على الجميع. ولخص الرسول الموقف للجميع ، وأكد هذا التلخيص
بكل وسائل التأكيد ، وبيّنه وبكل طرق البيان ، وحذر المسلمين بأنهم لن ينجوا ولن
يهتدوا ، ولن يتجنبوا الضلالة من بعده ، إلا إذا تمسكوا بالثقلين كتاب الله ،
وعترة النبي أهل بيته.
ثم بعد ذلك مرض النبي ، وكان ما كان ،
فما أن مرض النبي حتى تنكرت له الأكثرية الساحقة رغبة أو رهبة ، وقالوا له وجهاً
لوجه : « أنت تهجر!! والقرآن وحده يكفينا ، ولسنا بحاجة لوصيتك »!! بل والأعظم من
ذلك أن هذه الأكثرية بعد أن استولت على مقاليد الحكم منعت رواية وكتابة احاديث
رسول الله منعاً باتاً ، ورفعت شعار « حسبنا كتاب الله »!! وصارت رواية أحاديث
الرسول من الجرائم الكبرى التي يستحق مرتكبها القتل ، فكان حذيفة يقول : « لو كنت
على شاطىء
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 34