نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 24
تنزلت به الملائكة
علناً ، وعلى رؤوس الأشهاد!!! وبعض الخلفاء وهو مشرف على الموت أوحى لقتل كل من لا
يلتزم حرفياً بتوجيهاته النهائية التي أصدرها ، وهو مريض على فراش الموت ، ومع هذا
نفذت تلك التوجيهات بدقة متناهية.
حلقة من مخطط
وخطوة على طريق
لم تكن مواجهة بطون قريش للنبي في
الحجرة المقدسة وقولهم له « أنت تهجر ، والقرآن يغنينا عنك ، ولا حاجة لنا بوصيتك
» وليدة لحظتها إنما كانت الحلقة قبل الإخيرة من مخطط أعدّ له بدقة ، ونفّذ خطوة
بعد خطوة. كانت بطون قريش ومن لف لفها تُريد أن تبقى من الدين والنبوة فقط ، ما هو
ضروري لبقاء الملك الذي تمخضت عنه النبوة وما لا يتعارض مع هذا الملك ، تريد في
النهاية الاستيلاء على هذا الملك بالقوة والقهر والتغلب ، وأن تنسف كافة تعاليم
الدين وترتيباته التي تتعارض مع أهدافها تلك. لقد أدركت هذه الجبهة خطورة البيان
النبوي ، وقدرة النبي على إيصال ما يريد إلى قلوب سامعيه ، وأدركت إحكام الترتيبات
الإلهية لذلك ، وأثناء حياة النبي وصحته كانت بطون قريش تشكك بكل ما قاله النبي ،
وتصد عن كتابه أحاديث النبي. قال عبد الله بن عمرو بن العاص : « كنت اكتب كل شيء
سمعته من رسول الله ... فنهتني قريش وقالت : الرسول بشر يتكلم في الغضب والرضى ...
[ راجع سنن أبي داود ج ٢ ص ١٢٦ ، وسنن الدارمي ج ١ ص ١٢٥ ومسند أحمد بن حنبل ج
٢ ص ١٦٢ و ٢٠٧ و ٢١٦ والمستدرك للحاکم ج ١ ص ١٠٥ و ١٠٦ وجامع بيان العلم لابن عبد
البر ] ، وكانت بطون قريش تشيع بأن الرسول يفقد السيطرة على أعصابه ، فيسب ويشتم
ويلعن من لا يستحق ذلك ، [ راجع صحيح البخاري ، مسلم كتاب الدعوات باب قول النبي
من « من آذيته » ، وصحيح كتاب البر والصلة ، باب من لعنه النبي ] ، وأن النبي قد
سُحر وأنه يُخيل إليه أنه قد فعل الشيء وما فعله .. [ راجع صحيح البخاري ، بدء
الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده ، وصحيح مسلم باب السحر ] .. إلي آخره من تلك
الأراجيف والأكاذيب التي لا أساس لها من الصحة ، واساس لها من الصحة ، ولما أدركت
البطون الطامعة بالملك فشل إشاعاتها ، واستبطأت أجل النبي صممت على
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 24