نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 200
مطلب بأن يبلّغ
رسالات ربه ، وأن يبذل العناية الكافية بهداية قومه ، وأن يثبت بأنه حقيقة نبي
الله ورسوله ، فإذا رفضت هذ الامة أو تلك مضامين الرسالة الإلهية ، فإن هذا الرسول
أو ذاك غير مخوّل بجر الناس إلى الحق جراً ، وإلزامهم بالاعتراف بمضامين الرسالة
الإلهية قسراً ، لأن الفئة العليلة المؤمنة التي آمنت به وصدقت بمضامين الرسالة
الإلهية لا تقوى على مواجهة الأكثرية الساحقة الكافرة بتلك المضامين والمواجهة بهذ
الحالة لون من ألون الانتحار ، لأن نتائج المواجهة محسومة سلفاً وفقاً لموضوعية
وقواعد عملية « الابتلاء الإلهي » التي يجب أن تجري في مناخ حيادي ، حتى يخضع
العمل للثواب أو العقاب!! وأمام عدم قدرة الفئة المؤمنة على المواجهة ، ولانه لا
بد من عقاب الذين كذبوا رسولهم ، وكفروا بمضامين رسالته ، فقد ختمت أكثر الرسالة
الإلهية بالعذاب النكر الذي صبَّه الله تعالى على الاكثرية الفاسدة التي آمنت
بباطل أئمة الضلالة ، وكفرت بالحق الذي جاءت به الرسالات الإلهية ، فتصبح رسالة كل
نبي سطر في تاريخ الهداية الإلهية ، ومشعل يتالق نوره وسط عالم ملأه المجرمون
بالظلمات.
مهمة الإمام المهدي
المنتظر
مختلفة اختلافاً
جوهرياً
إذا كان النبي ، أي مكلف الهياً ببذل
عناية بقوم وعلى رقعة محدودة من الأرض ، فأن الإمام المهدي مكلف الهياً بتحقيق
غابة على مستوى الكرة الأرضية وعلى مستوى العالم كله ، وتحقيق غايات الإمام المهدي
كاملة ، وتنفيذ المهام المنوطة به من المحتومات الإلهية التي لا مفر من تحقيقها ،
لأن الله تعالى قد حتم ذلك ، وكلف الإمام المنتظر بتحقق كافة الغايات الإلهية التي
حددها تعالى بنفسه ، وأن ينفذ كافة المهام الإلهية التي وضعها الله تعالى بنفسه ،
ووعد الإمام المهدي بالدعم المطلق ، والتأييد المطلق اللازمين لتحقيق الغايات
الکبرى والأهداف العظمى ، فلا بد أن يدخل سكان الكرة الأرضية في زمن المهدي
بالإسلام ، ولا بد من أن يكوّن المهدي دولته العالمية الشاملة لكل بقاع الأرض ،
ولا بد أيضاً من أن تكون المنظومة الحقوقية الإلهية هي القانون النافذ على كل سكان
الأرض ، ولا بد من نشر العدالة المطلقة ، وتحقيق الاكتفاء التام والرخاء المطلق
لكل بني البشر ،
نام کتاب : حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر نویسنده : احمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 200