( ١٤٦ ) [١] وقد عرفت أن عطيّة مات سنة ( ١١١ ) [٢] ، وهذا ما يجعلنا نتردّد في أصل الخبر
ففي أيّ وقت حضر عطيّة التفسير عند الكلبي ؟ وأيّ مقدارٍ سمع منه ؟
٣ ـ قال ابن حجر : « قال ابن حبّان ـ بعد
أنْ حكى قصته مع الكلبي بلفظ مستغربٍ فقال : سمع من أبي سعيد أحاديث ، فلمّا مات
جعل يجالس الكلبي يحضر بصفته ، فإذا قال الكلبي قال رسول الله صلّى الله عليه [
وآله ] وسلّم كذا فيحفظه ، وكنّاه أبا سعيد ، ويروي عنه ، فاذا قيل له : من حدّثك
بهذا ؟ فيقول : حدثني أبو سعيد ، فيتوهّمون أنه يريد أبا سعيد الخدري ، وانما أراد
الكلبي ـ قال : لا يحلّ كتب حديثه إلاّ على التعّجب ».
يفيد هذا النقل :
(أ) أنّ السبب في تضعيف ابن حبّان أيضاً
هو هذه القصّة ...
(ب) أنّ القصة ـ إنْ كان لها أصل ـ قد
زاد القوم عليها أشياء من عندهم.
(ج) أنّ هذا اللفظ مستغرب بحيث التجأ
ابن حجر إلى الطعن فيه.
واعلم أنّ « الدكتور » أورد اللفظ
المذكور عن ابن حبان بواسطة ابن حجر وأسقط كلمته « بلفظٍ مستغرب » !!.
٤ ـ إنّ الكلبي المذكور رجل قد أجمعوا
على تركه ، متهم عندهم بالكذب والرفض ، قال ابن سعد : « قالوا : ليس بذاك ، فيه
روايته ضعيف جداً » [٣].
وقال الذهبي في وفيات سنة ( ١٤٦ ) : «
فيها : محمد بن السائب أبو نضر الكلبي الكوفي ، صاحب التفسير والأخبار والأنساب ، أجمعوا
على تركه ، وقد اتهم بالكذب والرفض. قال ابن عدي : ليس لأحدٍ أطول من تفسيره » [٤].