« هذه هي بقيّة روايات حديث الثقلين ، وبالنظر
فيها نجد ما يأتي :
١ ـ عن أبي سعيد الخدري خمس روايات ، الأربع
الأولى من المسند والثانية من سنن الترمذي ، وهذه الروايات كلّها يرويها : عطية عن
أبي سعيد.
وعطيّة هو : عطية بن سعد بن جنادة
العوفي ، والإمام أحمد نفسه ـ صاحب المسند ـ تحدّث عن عطيّة وعن روايته عن أبي
سعيد فقال : بأنّه ضعيف الحديث ، وأن الثوري وهشيماً كانا يضعّفان حديثه ، وقال : بلغني
أنّ عطيّة كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير وكان يكنّيه بأبي سعيد فيقول : قال
أبو سعيد ، فيوهم أنه الخدري. وقال ابن حبان : سمع عطيّة من أبي سعيد الخدري
أحاديث ، فلما مات جعل يجالس الكلبي ، فإذا قال الكلبي : قال رسول الله صلّى الله
عليه [ وآله ] وسلّم كذا ، فيحفظه ، وكنّاه أبا سعيد وروى عنه ، فإذا قيل له : من
حدّثك بهذا ؟ فيقول : حدثني أبو سعيد ، فيتوهّمون أنه يريد أبا سعيد الخدري ، وإنما
أراد الكلبي. قال : لا يحل كتب حديثه الاّ على التعجب. وقال البخاري في حديثٍ رواه
عطية : أحاديث الكوفيين هذه مناكير. وقال أيضاً : كان هشيم يتكلّم فيه. ولقد ضعّفه
النسائي أيضاً في الضعفاء ، وكذلك أبو حاتم. ومع هذا كلّه : وثقه ابن سعد فقال : كان
ثقة إنْ شاء الله وله أحاديث صالحة ، ومن الناس من لا يحتج به ، وسئل يحيى بن معين
: كيف حديث عطية ؟ قال : صالح [١].
وما ذكره ابن سعد وابن معين لا يثبت
أمام ما ذكر من قبل ».
ترجمة عطيّة العوفي :أقول :
الطّعن في « عطيّة العوفي » عجيب جدّاً
، لأنّه إنْ كان المطلوب كون الرّجل