قد ذكرنا جملةً من ألفاظ حديث الثقلين
وطائفةً من رواته في مختلف القرون ، فلا ريب في تواتره فضلاً عن صحّته. وإذْ لم
يكن لأحدٍ مجال لأنْ يخدش في هذا الحديث من حيث السّند ، ترى بعضهم يحاول تحريف
نصّه والتصرّف في متنه كي يسقط الاستدلال به :
*
أخرج الخطيب البغدادي بإسناده عن مطيّن عن نصر بن عبد الرحمن عن زيد بن الحسن
الأنماطي ، عن معروف ، عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد : أن رسول الله صلّى الله
عليه [ وآله ] وسلّم قال : يا أيّها الناس إني فرط لكم ، وأنتم واردون عليَّ الحوض
، وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني ، الثقل الأكبر
كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بايديكم ، فاستمسكوا به ولا تضلّوا ولا
تبدّلوا » [١].
أقول :
وسيأتي النصّ الكامل للحديث بترجمة «
زيد بن الحسن الأنماطي ».
*
وأخرج أبو جعفر العقيلي في كتابه (
الضعفاء الكبير ) بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر : ان النبي صلّى الله
عليه [ وآله ] وسلّم خطب يوم عرفة فقال في خطبته : قد تركت فيكم ما لن تضلّوا بعده
إنْ اعتصمتم به : كتاب الله. وأنتم مسؤلون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك
قد بلّغت وأدّيت ونصحت. فقال