على
مرّ الزمن ، وفي هذا الإطار بإمكان الفرد أن يكون أكبر من ببغاء في تيار التاريخ ،
وبخاصة حين ندخل في الحساب عامل الصلة بين هذا الفرد والسماء [١]. فإن هذه الصلة تدخل حنيئذٍ كقوة
موجّهة لحركة التاريخ. وهذا ما تحقق في تاريخ النبوّات ، وفي تاريخ النبوّة
الخاتمة بوجه خاص ، فإنّ النبيّ محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم
بحكم صلته الرسالية بالسماء تسلّم بنفسه زمام الحركة التاريخية ، وأنشأ مدّاً
حضارياً لم يكن بإمكان الظروف الموضوعية التي كانت تحيط به أن تتمخض عنه بحال من
الأحوال ، كما أوضحنا ذلك في المقدمة الثانية للفتاوى الواضحة [٢].
وما
أمكن أن يقع على يد الرسول الاعظم يمكن ان يقع على يد القائد المنتظر من أهل بيته
الذي بشّر [٣]
به ونوّه عن دوره العظيم.
[١] راجع : كتاب
الأبطال ( البطل في صورة نبي ) / توماس كارليل / ترجمة الدكتور السباعي ، سلسلة
الألف كتاب ـ مصر.
[٢] راجع المقدمة
الثانية في الفتاوى الواضحة : ص ٦٣ ، وفيها توضيح وتفصيل لهذه المسألة.
[٣] التاج الجامع
للأصول ٥ : ٣٤٣ ، عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « إلمَهْدِي منّي أَجلَى اَلجَبهَة أَقنى الأنفَ يَملأ الأرضَ قِسْطاً وَعَد كما
مُلِئت ظلماً وجَورا ».