وقد جعل الله سبحانه طاعة الرسول هي
طاعة له تعالىٰ : (مَّن
يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ)[٢].
ومهما يكن من اختلاف بين « غلبه الوجع »
و« هجر » فإنَّ كلتا العبارتين جارحتان ، وفيهما تجاوز كبير علىٰ مقام النبوَّة.
الاختلاف الخامس :
وقع اختلاف آخر في عبارة « وعندكم
القرآن ، حسبنا كتاب الله » كما في البخاري [٣]
وعنه أيضاً في باب العلم قال : « وعندنا كتاب الله حسبنا ». بينما نقل ابن
أبي الحديد المعتزلي عبارة « عندنا القرآن حسبنا كتاب الله » [٤]
وهناك عبارات متشابهة وردت في مصادر أُخرى كثيرة [٥].
ونصطدم مرَّة أُخرىٰ مع الرواة ، ونشاهد
إهمالهم في إدراج هذه العبارة لمحذور شدّة وقعها علىٰ قلوب المسلمين ، وخطورتها على قائلها.
وخطورتها تنبع من إلغاء دور النبوَّة
التي قال عنها الله سبحانه
[٣]
صحيح البخاري ٧ : ٩ ـ باب قول المريض قوموا عنِّي من كتاب المرضىٰ.
[٤]
شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٥١ ط مصر بتحقيق محمَّد أبو الفضل.
[٥]
راجع صحيح مسلم ٥ : ٧٥ ، مسند أحمد ٤ : ٣٥٦ / ٢٩٩٢ ، صحيح البخاري ١ : ٣٧ ـ
كتاب العلم. و ٨ : ١٦١ و ٥ : ١٣٧ كتاب الاعتصام بالكتاب والسُنَّة ـ باب
كراهية الخلاف ، كتاب النبيِّ إلى كسرى وقيصر ـ باب مرض النبيِّ ووفاته.
نام کتاب : الوصية الممنوعة نویسنده : الزبيدي، علي صادق جلد : 1 صفحه : 40