نام کتاب : الوصية الممنوعة نویسنده : الزبيدي، علي صادق جلد : 1 صفحه : 31
دقَّته ، وتسالموا
علىٰ صحَّته وتواتره ، ولكنَّهم أيضاً اختلفوا في بعض فقراته.
الاختلاف الأوَّل :
وقع أوَّل اختلاف في الشخص الذي منع
الرسول بسبب إغفال بعض الرواة ذكر ذلك الشخص ، حيث أنّهم نقلوا كلمة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بطلبه للكتاب ، ثُمَّ أردفوها ب « فتنازعوا ولا ينبغي عند النبيِّ تنازع ... » [١].
وأحسب أنَّ إغفال ذكر المتصدِّي لمنع
الوصيَّة في بعض الروايات سببه إبعاد شبهة الصدِّ عن تبليغ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
بما ينفع المسلمين ، وهذا لعمري أمر خطير والتهاون فيه والتسامح معه لا ينبئ إلاَّ عن ضحالة وسذاجة مفضوحة لا يسترها ساتر.
وأحسب أيضاً لو أنَّ الروايات وصلت
إلينا بدون اسم ، ولم تعيِّن بشكل تامٍّ ـ لا في هذه التي أوردناها أعلاه
ولا في غيرها ـ المانع لوصيَّة الرسول ، لتبارىٰ كثيرون من مختلف المذاهب
في رمي هذه التهمة علىٰ إخوانه الآخرين ، ولأشبع بعضنا بعضاً تقريعاً
وتجريحاً ، ولنالت الشبهة جميع الصحابة من مختلف الأذواق.
غير أنَّ ذلك لم يحدث والحمد لله ، وفقأت
عين الفتنة روايات متواترة تذكر بدون تلجلج مانع الوصيَّة ، وحيث إنَّ مانع
الوصيَّة شخصية ينظرون إليها بعين الإكبار والتجليل ، تسامحوا معه ،
وعلَّلوا منعه بكلِّ ما يمكنهم أن يعلِّلوا له.
ولا ريب أنَّ عدم ذكر مانع
الوصيَّة فيما نقلناه والاعتذار له من قبل بعض الباحثين ، هو اعتراف منهم بأنَّ مانع الوصيَّة قد عمل شيئاً