١ ـ ان كلمة « الدين » تؤخذ تارة من فعل
متعدٍ بنفسه نحو « دانه يدينه » . وتارة أُخرى من فعل متعد باللام ، نحو : « دان
له » . وتارة من فعل متعد بالباء نحو : « دان به » .
٢ ـ ومن الطبيعي أن الاختلاف في
الاشتقاق ينشأ من الاختلاف في المعنى ، فإذا قلنا : « دانه ديناً » عنينا بذلك
أنّه ملكه ، وحكمه ، وساسهُ ، ودبره ، وقهره ... .
فهو هنا بمعنى الملك والتصرف ، بما هو
شأن الملوك في السياسة والتدبير وغيره . ومن ذلك قوله تعالى : (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)[١] ، أي مالك يوم المحاسبة والجزاء . وفي
الحديث ، « الكيّس من دان
نفسه » أي حكمها وضبطها . « والديّان » :
الحاكم والقاضي [٢].
وأما إذا قلنا : « دان له » أردنا بذلك
أنّه أطاعه ، وخضع له . فالدين هنا هو الخضوع والطاعة والعبادة.
وكلمة « الدين لله » يصح أن ينطبق عليها
كلا المعنين ، أي : الحكم لله ،