قد تقدم أنهم يعتبرون المواسم والذكريات
، ونحوها بدعة.
وقد حاول البعض التخلص من هذا الاتهام ،
والرد عليه ، فقال ابن حجر :
« عمل المولد بدعة ، لم تنقل عن احد من
السلف الصالح ، من القرون الثلاثة ، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها ،
فمن تحرّى في عملها المحاسن ، وتجنّب ضدها كان بدعة حسنة ، وإلا ، فلا ». [١]
وقال الحلبي الشافعي : « ... جرت عادة
كثير من الناس : إذا سمعوا بذكر وصفه (ص) [٢]
أن يقوموا تعظيماً له (ص).
وهذا القيام بدعة ، لا أصل لها. أي ولكن
هي بدعة حسنة ، لأنه ليس كل بدعة مذمومة ، وقد قال سيدنا عمر رضياللهعنه في اجتماع الناس لصلاة التراويح : نعمت
البدعة هي. [٣]
وقد قال العزيز بن عبدالسلام : إن
البدعة تعتريها الأحكام الخمسة ، وذكر من أمثلة كل ما يطول ذكره .. [٤] ولا ينافي ذلك قوله (ص) : « إيّاكم ومحدثات الأمور
، فان كل بدعة ضلالة » وقوله (ص) : « من أحدث في أمرنا ، أي
شرعنا ، ما ليس منه ، فهو ردّ عليه
». لأن هذا عام أريد به خاص ، فقد قال إمامنا الشافعي قدس الله سره : ما أحدث وخالف كتاباً أو سنّة ، أو
إجماعا أو أثراً ، فهو البدعة
[١]
رسالة حسن المقصد ، المطبوعة مع النعمة الكبرى على العالم / ص ٨٨ ، والتوسل بالنبي
وجهلة الوهابيين / ص ١١٤.
[٣]
كلام عمر موجود أيضا في : تهذيب الأسماء واللغات ، قسم اللغات / ج ١ / ص ٢٣ ، ونصب
الراية / ج ٢ / ص ١٥٣ ، ودلائل الصدق / ج ٣ / قسم ١. وحول استحسان بعض البدع ،
راجع : المصنف / ج ٣ / ص ٧٨ و ٧٩ و ٨٠.
[٤]
راجع كلام العزيز بن عبدالسلام أيضا في تهذيب الأسماء واللغات / قسم اللغات / ج ١ /
ص ٢٢ / ٢٣ ، وفي القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل / ص ٤٧ عن قواعد
الأحكام في مصالح الأنام / ج ٢ / ص ١٧٢ ـ ١٧٤ ، وقريب منه كلام القرافي الذي نقله
عنه الشاطبي في الاعتصام / ج ١ / ص ١٤٧ ـ ١٥٠.