الحاج ويعلمها إنما
هي من أعلام المناسك ، ودلائله المظهرة لكمال انقياد العباد له تعالى ، فلا يجوز
التعدّي على هذه الأعلام ، ولا يجوز تجاوزها ، بل لابد من تعظيمها والتقيد بها ،
وقد ورد النهي عن تجاوزها وتعدّيها في قوله تعالى : (يا أيها
الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ، ولا الهدي ، ولا القلائد ،
ولا آمّين البيت الحرام ، يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا). [١] وقبل آية تعظيم شعائر الله ، تجده
تعالى يقول وفي نفس المناسبة : (ذلك ومن
يعظّم حرمات الله ، فهو خير له عند ربه)[٢] فنجد أن هذا السياق متحد مع سياق الآية
التي استدل بها هنا.
وبعد ... كل ما تقدم نقول : إن
الاستدلال بالآية يتوقف على كون مولد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وكذا يوم عاشوراء ، مثلا ، وغير ذلك من المناسبات من شعائر الله ، أي من أعلام
الله التي نصبها لطاعته ، ليجب تعظيمها ... وكما يقال :
العرش ، ثم النقش ...
فإن قوله تعالى : (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله) يشعر بأن
كونها من الشعائر يحتاج الى جعلٍ منه تعالى ...
وذكّرهم بأيّام الله
وقد استدل أيضا على مشروعية المواسم
والمراسم بقوله تعالى مخاطبا موسى عليه السلام : (وذكّرهم
بأيّام الله)[٣]
، فإن المقصود بأيّام الله ، أيّام غلبة الحق على الباطل ، وظهور الحق ، وما نحن
فيه من مصاديق الآية الشريفة ، فإن إقامة الذكريات والمواسم فيها تذكير بأيّام
الله سبحانه. [٤]
ونقول : إن ما تدل عليه الآية هو
التذكير بالأسلوب العادي والمعروف ، وأمّا الخصوصية ، فلا تفهم من الآية ، وقد روي
عن أمير المؤمنين عليه السلام : « كان رسول الله (ص) يخطبنا فيذكّرنا بأيّام الله
، حتى نعرف ذلك في وجهه ، كأنه نذير
[٤]
المستدل بذلك هو الصديق المشار اليه آنفا في مقال له حول هذا الموضوع. وذكر هذا
الاستدلال ايضا عن بعضهم في كتاب : القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل /
ص ٧٣.