وفي الختام .. فإنّنا نأمل أن يكون ذلك
الذي ذكرناه كافياً في إعطاه لمحة عن هذا الموضوع ، الذي كنا نرى : أنه من
الواضحات ، والبديهيات ، التي لا تحتاج إلى إقامة الأدلّة والبراهين ، ولا إلى حشد
الشواهد والدلائل ...
وكنا نتمنّى أن يصرف هذا الوقت الذي
استغرقه منّا هذا البحث ، فيما هو اهم ، ونفعه أعمّ.
ولكن قاتل الله العصبيّات الجاهلية ،
والتعصّبات المذهبية ، التي فرضت على البعض أن يستميتوا في سبيل المنع من المجالس
التي يذكر فيها محمد وأهل بيته ، ومصائبهم ، وما جرى عليهم ، وكذلك من زيارة
مشاهدهم المشرفة في أوقات مخصوصة ، والتبرّك بآثارهم صلوات الله وسلامه عليهم.
فكان أن ظهروا علينا بتلك النظريات
السخيفة ، والاستدلالات الضعيفة ، ثم تبع ذلك رمي هذه الطائفة بالكفر ، وتلك
بالشرك ، ثم مارسوا ضد هؤلاء وأولئك أساليب القهر والقمع والتحقير والإهانة إلى
غير ذلك من أساليب ظالمة وحاقدة ليمنعوا الناس من العمل وفق قناعاتهم بأمن وحرية.
هذا كله ... عدا من التعدّي على الحرمات ، وارتكاب العظائم والجرائم في حق النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفي حق أهل بيته الطاهرين صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين ، وفي حق شيعتهم الميامين بل وجميع المسلمين.
فإنّا الله ... وإنّا إليه راجعون ، ولا
حول ولا قوة إلاّ بالله ، وسيعلم الذين ظلموا محمداً وأهل بيته ، وشيعتهم ،
والمسلمين النبلاء جميعاً أيّ منقلب ينقلبون ، والعاقبة للمتقين.