وما ذلك إلاّ واحدة من ممارساتهم
المخجلة ، ومهازلهم وترهاتهم الباطلة ، التي لسنا بصدد تتبعها واستقصائها.
وما أحراهم بما وصف به بشر بن المعتمر ،
رئيس معتزلة بغداد ، سلفهم الخوارج ـ الذين يشبهونهم في أربعة عشر وجها من
مميزاتهم وخصائصهم [١]
ـ قال بشر بن المعتمر :
وبعد ... فإنّنا نجد في القرون الثلاثة
الأولى أعياداً ومناسبات أخرى ، يحتفل الناس بها ، ويهتمون بشأنها ، ويتهادون فيها
، مثل : عيد الختان ، ويوم الاحتجام [٣].
وقد أنفق محيي السنة ( !! ) المتوكل ،
في حفل ختان أبي عبدالله المعتز ستة وثمانين مليونا من الدراهم [٤] ، حتى أنسى الناس ، يوم زواج المأمون
ببوران ، وغيره من الأيّام المشهورة.
ولسنا هنا في صدد التتبع لشواهد ذلك ،
وكتب التاريخ والادب مليئة بها ، فليراجعها من أراد.
الغابة
/ ج ١ / ص ١٩ ، والفصول المهمة / لابن الصباغ / ص ١٥٨ ، و الجوهرة في نسب علي عليه
السلام وآله / ص ٤٠ ، وتهذيب تاريخ دمشق / ج ٤٠ / ص ٣١٧ ، وراجع : الإصابة / ج ١ /
ص ٣٣٢ ، وترجمة الامام الحسين / لابن عساكر / بتحقيق المحمودي / ص ٣٨.
[٢]
الحيوان / ج ٦ / ص ٤٥٥ ، والفقعة: الرخو من الكمأة. والقيص. شجرة نتبت في أصلها
الكمأة.
[٣]
راجع : الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري / ج ٢ / ص ٣٠٠ / ٣٠١.
[٤]
راجع قصة هذا الحفل في : الديارات ص ١٥٠ ـ ١٥٦ وفي الهامش عن المصادر التالية :
لطائف المعارف للثعالبي / ص ٧٤ و ٧٥ / ط ليدن ، وثمار القلوب / ص ١٣١ ، ومطالع
البدور في منازل السرور / للغزولي / ج ١ / ص ٥٨ / ٥٩ عن كتاب : العجائب والطرف ،
والهدايا والتحف / ص ١١٣ ـ ١١٩.