responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 177

يعني قيام دولته وهي التي يُنتصف فيها للمظلوم من الظالم ، ويُبسَط فيها العدل ويُمحى الظلم من صفحة الوجود. ولا يقولنَّ أحدٌ إنَّ الشريعة ودستورها القرآن منعت الظلم والتظالم وهذا يكفي.

فإنَّ جوابه : إنَّ الشعور والاعتقاد بوجود السلطة وبتمكنها وسلطنتها يعدُّ رادعاً قوياً ، وقد جاء في الأثر الصحيح « إنَّ اللهَ ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن .. ».

٢ ـ إنَّ ذلك يدعو كلّ مؤمن إلى أن يكون في حالةِ طوارئ مستمرة من حيث التهيؤ للانضمام إلى جيش الإمام المهدي والاستعداد العالي للتضحية في سبيل فرض هيمنة الإمام الكاملة وبسط سلطته على الارض لإقامة شرع الله تعالى. وهذا الشعور يخلق عند المؤمنين حالةً من التآزر والتعاون ورصّ الصفوف والانسجام لأنهم سيكونون جُنداً للإمام عليه‌السلام.

٣ ـ إنَّ هذه الغيبة تحفّز المؤمن بها للنهوض بمسؤوليته ، وخاصة في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فتكون الأمّة بذلك متحصّنة متحفّزة. إذ لا يمكن تقيّد أنصار الإمام المهدي عليه‌السلام بالانتظار فحسب ، دون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استعداداً لبناء دولة الإسلام الكبرى وتهيئة قواعدها حتى ظهور الإمام المهدي عليه‌السلام.

٤ ـ إنَّ الاُمّة التي تعيش الاعتقاد بالمهدي الحي الموجود تبقى تعيش حالة الشعور بالعزة والكرامة ، فلا تطأطئ رأسها لاَعداء الله تعالى ، ولا تذلُّ لجبروتهم وطغيانهم ، إذ هي تترقب وتتطلع لظهوره المظفّر في كلِّ ساعة ، ولذلك فهي تأنف من الذلِّ والهوان ، وتستصغر قوى الاستكبار ، وتستحقر كلّ مايملكون من عدةٍ وعدد.

إنَّ مثل هذا الشعور سيخلق دافعاً قويّاً للمقاومة والصمود والتضحية ، وهذا هو الذي يخوّف أعداء الله وأعداء الإسلام ، بل هذا هو سرّ خوفهم ورعبهم الدائم ، ولذلك حاولوا على مرّ التاريخ أن يُضعفوا العقيدة

نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست