نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 175
السؤال الثالث : لماذا هذه الغيبة الطويلة ؟
قالوا : لماذا كلّ هذا الحرص على إطالة
عمر المهدي عليهالسلام إلى هذا
الحدّ ، فتعطّل القوانين لاَجله ، أو نضطر إلى المعجزة ؟! ولماذا لا نقبل الافتراض
الآخر الذي يقول : إنَّ قيادة البشرية في اليوم الموعود يمكن أن تترك لشخصٍ آخر
يُولد في ذلك الزمان ، ويعيش الظروف الموضوعية ، لينهض بمهمّته التغييرية ؟!
والجواب
عنه
ـ بعد الإحاطة بالمطالب المذكورة في البحث ـ واضح جداً ، فإنّ الله عزّ وجل قد
أبقى أشخاصاً في هذا العالم أو غيره أحياءً أطول بكثير مما انقضى من حياة المهدي عليهالسلام ، وذلك لحِكَمٍ وأسرار لانهتدي إليها ،
أو علمنا ببعضها ، وعلى كلِّ حالٍ نؤمن بها إيماناً قطعيّاً ، فليكن الأمر كذلك
بالنسبة الى المهدي ؛ لأنا ـ كما أشرنا من قبل ـ بصفتنا مسلمين نؤمن بأنّ الله
تعالى لايفعل عبثاً ، وأيضاً : نؤمن بمغيّبات كثيرةٍ عنّا قامت عليها البراهين
المتينة من العقل والنقل ، فلا يضرنا اذا لم نعلم بالحكمة في معتَقدٍ من معتقداتنا
، وكذلك الحال في الاحكام الشرعيّة والاعمال العباديّة ، فقد لا نهتدي إلى سرّ
حكمٍ من الاحكام وفلسفة قانونٍ من القوانين الالهيّة ، لكن التعبد بالنصر أمر لابد
منه خصوص بعد ثبوته بنحو اليقين.
وعليه نقول : إن كانت الأدلّة التي
أقمناها في الفصول السابقة على ضرورة الايمان بالمهدي ، مع تلك المواصفات الخاصة ،
وأنّه الحجة بن الحسن العسكري ، وأنّه ولد وكان إماماً بعد أبيه ـ وفي الخامسة من
عمره الشريف ـ وأنّه حي موجود على طول عمره المبارك .. فإنّ النتيجة الحتميّة هي
القول بهذه الغيبة الطويلة ، سواء علمنا ـ مع ذلك ـ بسرٍّ من أسرارها أو لم نعلم
.. وإنْ كان بالإمكان أن نتصوّر لها بعض الاسرار بقدر
نام کتاب : المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 175