نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 93
للموت لغمرات هي أفظع من أن تُستغرق بصفة ، أو
تعتدل على عقول أهل الدنيا »[١].
وفيما يلي نورد وصفاً لبعض تلك الغمرات على ضوء آيات الذكر الحكيم والأحاديث الشريفة :
١
ـ الاحتضار :
ويراد به حضور ملك الموت أو أعوانه من ملائكة الرحمة أو العذاب ، لانتزاع
روح المحتضر ، وهو من الأهوال المرعبة ، لما يدخل من الروع والخوف على قلب
المحتضر حين مشاهدة الملائكة ، قال الامام زين العابدين عليهالسلام
: «
أشدّ ساعات ابن آدم ثلاث ساعات : الساعة التي يعاين فيها ملك الموت ،
والساعة التي يقوم فيها من قبره ، والساعة التي يقف فيها بين يدي الله
تبارك وتعالى ، فإما إلى الجنّة ، وإمّا إلى النّار »[٢].
وأهوال الاحتضار ليست هي بدرجة واحدة
لكلّ المحتضرين ، بل تتفاوت شدّة ورفقاً بحسب سلوك الانسان وعمله ،
فالمتّقون لهم مناخ نفسي مريح تتلقّاهم به ملائكة الرحمة بالبشارة العظمى ،
وهي الفوز بنعيم الأبد ، قال تعالى : (
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ
عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )[٣]
فليس بين وفاتهم والبشارة فاصل زمني ، لعدم العاطف بين الجملتين فهو موت عنده البشارة.
وتتحدّث آيات اُخرى عمّا يعانيه
الكافرون والظالمون من غمرات مفزعة وأهوال مرعبة ، فتُصوّر الضغط النفسي بسبب الوعيد القاتل وهول العذاب النازل ، قال تعالى : (
وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ
يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ
[١]نهج البلاغة /
صبحي الصالح : ٣٤١ ـ الخطبة (٢٢١).