نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 87
وقالوا : إنه لا
يمتنع وجوده الثاني لا لذاته ولا للوازمه ، وإلّا لم يوجد ابتداءً ،
والإعادة أهون من الابتداء ، كما نصَّ المعتزلة على ثبوت الأحوال وذوات
الأشياء ، وقالوا : إن المعدوم شيء ، فإذا عُدم الموجود بقيت ذاته المخصوصة
، فأمكن لذلك أن يُعاد ، لأن ذاته باقية حتى في حال عدمها ، وإنّما يتعاقب
عليها الوجود والعدم.
أمّا المعاد بالمعنى الآخر ، فقد قال
بعض فلاسفة المسلمين المؤمنين بالمعاد الجسماني : إنّ المعاد الجسماني ليس
هو إعادة المعدوم ، بل هو جمع الأجزاء المتفرقة ، وإن فناء الأجسام ليس
إعدامها بل تفرّق أجزائها واختلاطها. وجمع الأجزاء أمر ممكن ، لأنّ الله
تعالى عالم بتلك الأجزاء وقادر على جمعها وتأليفها ، لعموم علمه وقدرته على
جميع الممكنات [١].
٢ ـ ذكرنا في جواب الشبهة المتقدمة نصّ
بعض المتكلمين والفلاسفة على أنّ في البدن أجزاء أصلية لا يتطرق إليها الزيادة والنقصان والفناء ، وروي عن الإمام الصادق عليهالسلام
ما يدلّ على ذلك ، ففي ( الكافي ) عن عمار بن موسى ، عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام
قال : سُئل عن الميت يبلى جسده ؟ فقال : «
نعم حتى لا يبقى لحم ولا عظم إلاّ طينته التي خلق منها ، فإنها لا تبلى ، تبقى في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة »[٢].
٣ ـ لو سلّمنا بقانون استحالة إعادة
المعدوم ، فإنّ الله سبحانه الذي خلق الانسان أولاً ولم يكن شيئاً مذكوراً ، قادر على إعادته وإن لم يكن
[١]راجع : شرح
المواقف / الجرجاني ٨ : ٢٨٩ ـ ٢٩٤ ـ مطبعة السعادة ـ مصر ، الأدلة الجلية في شرح الفصول النصيرية / عبدالله نعمة : ٢١٢ ـ ٢١٣.