نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 83
القدسية ، سيما في
مجال قدرة الخالق غير المتناهية ، وعلمه الذي أحاط بكلّ شيء ، وإمّا إلى
الجهل بصفات عالم الآخرة وخصائص البدن المبعوث في النشأة الثانية ، حيث
إنّهم قاسوا ذلك العالم وذلك البدن بالقوانين والنظريات التي تحكم عالمنا
وأبداننا المادية ، وهو قياس في غير محلّه ، لأن عالم الآخرة يختلف عن
عالمنا هذا بجميع أبعاده وخصائصه ، لأنه عالم يتبدّل فيه النظام الكوني ،
وتطوى فيه المنظومة الشمسية ، وتبدل الأرض غير الأرض ، بل الانسان نفسه
يعيش فيه حياةً لا فناء بعدها.
وطالما دلّ الكتاب الكريم والسنة
المطهرة على أن البدن لا يفنىٰ ولا يعدم ، بل يبعث وتتعلق به الروح ، فيكون
الإنسان هو هو ، لينال الجزاء يوم الفصل ، فالشبهة في مقابل ذلك كالجهل في
مقابل العلم ، ومع ذلك فإننا سنذكر أهم الشبهات التي أثاروها في هذا
المجال ، ونحاول الإجابة عليها.
أولاً
ـ شبهة الآكلوالمأكول
وهي شبهة قديمة ، ذكرها إفلاطون وغيره
من الفلاسفة المتقدمين والمتأخرين من المسلمين وغيرهم بتعابير وتقريرات
مختلفة ، أهمها : لو أن إنساناً تغذّى على إنسانٍ آخر ، وأكل جميع أعضائه ،
فالمحشور لا يكون إلّا أحدهما ، لأنّه لا تبقى للآخر أجزاء تخلق منها
أعضاؤه ، وعليه فالبدن المحشور بأيّ الروحين يتعلّق ؟ ولو تعلّق بروح الآكل
وكان كافراً ، والمأكول مؤمناً ، للزم عقاب المؤمن ، ولو عكس الأمر للزم
ثواب الكافـر.
الجواب :
يتضمن جواب هذه الشبهة عدّة وجوه :
نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 83