نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 19
الآخرة ينادي بالناس
ثلاث مرّات ، حتى يسمع أهل
المسجد : أيها الناس ، تجهّزوا يرحمكم الله ، فقد نودي فيكم بالرحيل ، فما
التعرّج على الدنيا بعد النداء فيها بالرحيل ؟! تجهّزوا رحمكم الله ،
وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد ، وهو التقوى ... »[١].
والاعتقاد بالآخرة دافع لمراعاة حقوق
الناس وإرساء قواعد التعامل الصحيح ، القائم على الانصاف والصدق والأمانة ، قال تعالى : (
وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ *
أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ )[٢].
والإسلام يؤكد أن الانسان إذا انقطع عن
الدنيا ، فلا يتبعه بعد موته إلّا ما يدلّ على العطاء المستمر من صالح
الذرية ، والسنّة الحسنة التي يعمل بها بعد موته ، وأعمال الخير والإحسان.
قال الصادق عليهالسلام : «
ليس يتبع المؤمن بعد موته من الأجر إلّا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته
فهي تجري بعد موته ، وسنة هو سنّها فهي يُعمَل بها بعد موته ، أو ولد صالح
يدعو له »[٣] ، وفي ذلك
دعوة صريحة للإنسان المسلم لأن يفكّر في إقامة اُسس الخير والصلاح في المجتمع ، وتربية النشء الصالح حتى بعد انقطاعه عن الدنيا.
وعليه فإن الإيمان بالمعاد والحساب يوم
القيامة ، يعتبر من الاُصول الاعتقادية ذات الأهمية البالغة في آثارها ونتائجها الواضحة ، لتنظيم حياة
[١]أمالي المفيد :
١٩٨ / ٣٢ ـ مؤتمر الشيخ المفيد ـ قم.