وعن الإمام الباقر عليهالسلام : «
إن أوّل ما يُحاسب به العبد الصلاة ، فان قُبلِت قُبِل ما سواها »[٢].
ولا ينجو من أهوال يوم الحساب إلّا من
حاسب نفسه في الدنيا ، ووزن أعماله وأقواله بميزان الشريعة ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «
عباد الله ، زنوا انفسكم من قبل أن تُوزنوا ، وحاسبوها من قبل أن تُحاسبوا ، وتنفّسوا قبل ضيق الخناق ، وانقادوا قبل عنف السياق »[٣].
ثالثاً
: الشهود وتطاير الكتب
: وهي من أهوال القيامة المروّعة ، لانّ
العبد يجد نفسه أمام عدة شهود لا تُدحض حجّتهم ، ولا يكذّب قولهم ، فلا
محيص له إلّا الإقرار بالذنب والاعتراف بالخطيئة ، ومن الشهود :
أ
ـ الله سبحانه :
فهو تعالى محيط بكلّ شيءٍ علماً ، وعلى كلّ شيء شهيد ، يشهد على العبد في
خلواته ، ويعلم ما يكنّه ضميره ، وهو أقرب إليه من حبل الوريد ، قال تعالى :
(
وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا )[٤]
وقال سبحانه : ( مَا
يَكُونُ مِن
نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ
سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ
مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )[٥].
[١]نهج البلاغة /
صبحي الصالح : ٥٢٨ / الحكمة (٣٠٠).