إذا عرفت هذا فنقول تأويل أحاديث السهو
والجمع بينها وبين ما دلّ على نفي السهو من الكتاب والسنّة والاجماع والأدلّة العقليّة ممكن من وجوه اثني عشر :
الأوّل : الحمل على وقوع الرواية على
وجه التقيّة ، فانّك قد عرفت إجماع المخالفين للإماميّة على نفي العصمة ،
وروايتهم لحديث السهو ، ولعلّه لا أصل له ، ويكون من مخترعاتهم وموضوعاتهم ،
وقد كان الأئمّة عليهم السلام يفتون بالتقيّة تارة ، ويوافقون العامّة في
الرواية تارة بحسب مقتضى الحال ، لدفع المفسدة ، وإتّقاء الضرر عن الأئمّة
والشيعة ، ويأتي له نظائر إن شاء
الله تعالى.
وهذا وجه قريب متّجه منصوص عنهم عليهم
السلام وجوب الترجيح عند الاختلاف لما هو معلوم من سببه ، وقد تقدّمت اشارة
إليه ، ومن القرائن عليه رواية جماعة من العامّة له كما عرفت سابقاً ، وقد
اشار الشيخ في التهذيب إلى حمل أحاديث السهو على التقيّة ، كما تقدّم في
أول الرسالة [٢].
الثاني : الحمل على انّ النبيّ صلّى
الله عليه وآله قد كان صلّى في الواقع أربع ركعات ، فلمّا ادّعوا عليه
السهو واتّهموه به ، أو ظنّوا ذلك واتّفقوا عليه ، قام فصلّى ركعتين مع
علمه بانّ صلاته كانت تامّة ، لكن