نام کتاب : التنبيه بالمعلوم نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 1 صفحه : 139
الثاني : إنّ قوله عليه السلام « كلّ
ذلك لم يكن » ، إن كان مع تجويزه السهو على نفسه مع وقوعه ، فكيف يجزم بأنّ
كلّ ذلك لم يكن ، أو بأنّها لم تقصر ولم ينس ، وأقلّه أن يقول : ظنّي إنّ
ذلك لم يكن ، أو بأنّها لم تقصر ولم أنس ، وهل يليق بمرتبته عليه السلام
إنكار ذلك مع احتماله في حقّه حتّى أنّه يتجاوز الحدّ في إخراجه عن مرتبته
من تأوّل قوله ؟ كلّ ذلك لم يكن انّ المراد به رفع الايجاب الكلّي ليكون
الواقع السهو ، وهذا يليق بمن يحتال في الجواب لئلاّ يعترف بما نسب إليه
ولا يفتضح بظهور خطأه ، فهل يليق به مثل ذلك ؟ مع انّ قوله : لم تقصر ولم
أنس ، وقول ذي اليدين : بعض ذلك قد كان ، يدلاّن على انّه أراد السلب
الكلّي ويرفعان هذه الحيلة في الجواب ، وربّما ترقوا إلى انّ هذا سهو آخر.
فيالله العجب من تجويز سهوين عليه ، وعدم
تجويز سهو واحد على ذي اليدين ! ومن تكذيبه ، وتصديق ذي اليدين ! فعلى هذا
كان ذو اليدين أحقّ منه بالنبوّة ، حيث لا يجوز عليه ولا على من شهد له
السهو الواحد ، وجاز على رسول الله صلّى الله عليه وآله سهوان في وقت واحد
!!
الثالث : كونه قام غضباناً يجرّ رداءه ،
فهذا الغضب إن كان في قولهم الحقّ ، فهل يليق لمن قال تعالى في شأنه : (وَإِنَّكَ
لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)[١] ،
وكان رسولاً لاظهار الحقّ ، وإرشاد الخلق ، أن يغضب من ذلك ، والذي يليق
بحاله عليه السلام إن كان غضب من ذلك ، أن يكون من افترائهم عليه ، وشهادة
بعضهم لبعض ، وهذا هو المناسب لغضبه ، واللائق به ، مع انّ الغضب الذي
ذكروه لا يخلو من أن يكون لافترائهم عليه ، أو من خجله بإنكار ذلك ، أو من