والقول برؤية الله تعالى يوم القيامة هو
واحد من نماذج القصور في الفهم التي وقع فيها أصحاب التشبيه وغيرهم ، فلننظر إلى
دور أهل البيت عليهمالسلام
في تصحيح الاعتقاد في هذه الناحية أيضاً :
١ ـ عن عبد الله بن سنان عن أبيه قال :
حضرتُ أبا جعفر عليهالسلام
فدخل عليه رجل من الخوارج فقال له : يا أبا جعفر أيَّ شيء تعبد ؟ قال عليهالسلام: « الله ، قال : رأيته ؟ قال عليهالسلام : لَمْ تره العيون بمشاهدة العيان ، ولكن رأته
القلوب بحقائق الايمان ، لا يُعرف بالقياس ، ولا يُدرك بالحواس ، ولا يشبه الناس ،
موصوف بالآيات ، معروف بالعلامات ، لا يجور في حكمه ، ذلك الله لا إله إلاّ هو
» ، قال : فخرج الرجل وهو يقول : اللهُ أعلم حيثُ يجعل رسالته [٢].
٢ ـ عن أحمد بن اسحاق ، قال : كتبتُ إلى
أبي الحسن الثالث عليهالسلام
أسأله عن الرؤية وما فيه الناس ، فكتب عليهالسلام
: « لا يجوز
الرؤية ما لم يكن بين الرائي والمرئي هواءٌ ينفذهُ البصر ، فإذا انقطع الهواء
وعُدم الضياء بين الرائي والمرئي لم تصح الرؤية ، وكان في ذلك الاشتباه ، لأن الرائي
متى ساوى المرئي في السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه ، وكان في ذلك
التشبيه لأن الأسباب لابدَّ من اتصالها بالمسببات
» [٣].