نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : الأسدي، محمد هادي جلد : 1 صفحه : 52
ويقول صلىاللهعليهوآلهوسلم
مفسراً قوله تعالى : (لَتَركَبُنَّ
طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) « حالاً بعد حال ، لتركبنَّ سُنّة من كان قبلكم
حذو النعل بالنعل ، والقُذّة بالقُذّة ، لا تخطئون طريقهم ولا يخطأ ، شبر بشبر ،
وذراع بذراع ، وباع بباع ، حتى إنّه لو كان مَن قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه
، قالوا : اليهود والنصارى تعني يا رسول الله ؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم
: فمن أعني ؟
لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فيكون أول ما تنقضون من دينكم الاَمانة ، وآخره
الصلاة » [١].
لقد بلّغ الرسول الأكرم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الرسالة على أكمل وجه وكانت أفعاله
وسنّته الشريفة محطّ أنظار المسلمين مما لا يدع المجال للاجتهادات الشخصية أو
الاختلاف ، فلماذا إذن حدثت البدع من بعده ؟
هذا هو السؤال الذي سنحاول اكتشاف جوابه
في النقاط الآتية :
أولاً : توّهم المبالغة في التعبّد لله تعالى :
ونعني بذلك الخروج عن الحدّ المعقول في
التعبّد لله تعالى ، أو بعبارة أُخرى الاتيان بشيء مخالف لتعاليم الشريعة تحت
عنوان الاجتهاد في العبادة لله تعالى ومن أمثلة ذلك :
١ ـ استأذن عثمان بن مظعون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الاستخصاء ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ليس منّا من خصي أو اختصى ، إنَّ اختصاء أُمّتي
الصيام ، إلى أن قال : ائذن لي في الترهب ،
قال : إنَّ ترّهب
أُمتي الجلوس في
بالقُذّة » ، « مثل
يُضرب للشيئين يستويان ولا يتفاوتان » والقُذّة : ريشة الطائر كالنسر والصقر.
[١] بحار الانوار ،
للمجلسي ٢٨ : ٨٠ / ١١ باب ١ كتاب الفتن والمحن. والآية من سورة الانشقاق ٤ : ١٩.
نام کتاب : البدعة مفهومها وحدودها نویسنده : الأسدي، محمد هادي جلد : 1 صفحه : 52