responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الفاطميّة نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 245

حصول النباتات ، ومن النباتات حصول الحيوانات ، ومن الحيوان حصول الإنسان ، ومن الإنسان حصول الارواح ، ومن الارواح الناطقة حصول خليفة الله في الأرض كما قال الله تعالى : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ). فالنبي لابد من أن يكون آخذاً من الله ، متعلما من لدنه ، معطيا لعباده ، هاديا لهم ، فهو واسطة بين العالمين سمعا من جانب ولسانا إلى جانب ، وهكذا حال سفراء الله إلى عباده وشفعاء يوم تناده ، فلقلب النبي بابان مفتوحان : باب مفتوح إلى عالم الملكوت ، وهو عالم اللوح المحفوظ ، ومنشأ الملائكة العلمية والعملية ، وباب مفتوح إلى القوى المدركة ؛ ليطلع على سوانح مهمات الخلق ، فهذا النبي يجب ان يلزم الخلائق في شرعه الطاعات والعبادات ؛ ليسوقهم بالتعويد عن مقام الحيوانية إلى مقام الملكية ، فان الأنبياء رؤوس القوافل.

وقال في الفرق بين النبوة والولاية : اعلم أن النبوة وضع الآداب الناموسية والولاية كشف الحقائق الالهية ، فان ظهر من النبي تبين الحقائق فهو بما هو ولي ، فان كل نبي ولي ولا عكس ، لان النبي كمرآة لها وجهان : وجه إلى الحق ، ووجه إلى الخلق ، فولايته من وجهه إلى الحق ، ونبوته من وجهه إلى الخلق.

وقيل : النبوة وضع الحجاب ، والولاية رفع الحجاب ؛ لأنّ دفع الفساد أهم في نظر النبي ، وهو لا يتأتى إلاّ بوضع الحجاب.

وفي شرح الصحيفة السجادية على منشيها آلاف الثناء والتحية ما ملخصه : الولي فعيل : بمعنى المفعول ، وهو من يتولى الله أمره كما قال تعالى : ( وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ) [١] وقيل : بمعنى الفاعل أي الذي يتولى عبادة الله ، ويوالي طاعته من غير تخلل معصية ، وكلا الوصفين شرط في الولاية.

وقال المتكلمون : الولي من كان آتيا بالاعتقاد الصحيح المبني على الدليل ، وبالأعمال الشرعية ، والتركيب يدل على القرب ، فكأنه قريب منه تعالى لاستغراقه في أنوار معرفته وجمال جلاله.

وقيل في بيانه : الولي من يتولي الله تعالى بذاته أمره ، فلا تصرف له اصلا اذ


[١] الأعراف : ١٩٦.

نام کتاب : الأسرار الفاطميّة نویسنده : الشيخ محمد فاضل المسعودي    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست