نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 86
الأشاعرة والمعتزلة
في التاريخ.
يقول ابن الخيّاط : إنّ هشام بن عبد الملك
لمّا بلغه قول غيلان ( الدمشقي ) بالاختيار ، قال : ويحك يا غيلان ! لقد أكثر
الناس فيك ، فنازعنا في أمرك ، فإنّ كان حقّاً اتّبعناك. فاستدعى هشام ميمون بن
مروان ليكلّمه ، فقال له غيلان : أشاء الله أن يعصى ؟ فأجابه ميمون : أفعصي كارهاً
؟ فسكت غيلان ، فقطع هشام بن عبد الملك يديه ورجليه [١].
وقيل إنّ ( غيلان الدمشقي ) الّذي كان
يذهب مذهب الاختيار وقف على رأس ( ربيعة الرأي ) الذي كان يذهب مذهب ( الجبر ) في
القضاء والقدر. فقال : أنت الّذي يزعم أنّ الله يحبّ أن يعصى ؟
فقال له ربيعة : أنت الّذي يزعم أنّ
الله يعصى قهراً [٢].
وتنحل هذه العقدة العجيبة بالتفكيك بين الإرادة
التكوينية والإرادة التشريعية ، وهو ما صنعه أهل البيت عليهمالسلام في حلّ هذه المشكلة ، ولربّما لاوّل
مرّة في التاريخ العقلي الإسلامي. وعندئذ يكون جواب غيلان لميمون بن مروان أو
لربيعة الرأي واضحاً ، ولن يطول تردّده طويلاً في الاجابة القاطعة على هذا التساؤل
الغريب.
والجواب : إنّ الله لا يعصى كارهاً ولا
مقهوراً ، إذا كان المقصود من الكراهية والقهر ( الإرادة التكوينية ) وإنّما يعصى
بإرادته سبحانه وتعالى من دون كراهية وقهر كما بيّنا ذلك بوضوح في الفقرة السابقة.
[١] الانتصار ،
للخياط : ١٧٩ ـ نقله عن منية الامل : ٣٠ ـ ٣٢.