نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 64
للإسلام بالألطاف
الّتي يَحْبُوهُ بها فييسّر له بها استدامة أعمال الطاعات. والهداية في هذا الموضع
هي : النعيم.
قال الله تعالى فيما خبّر به عن أهل
الجنّة : ( الحمد لله الّذي هدانا لهذا ) ( الأعراف ٧ : ٤٣ ) أي نعمنا به
وأثابنا إيّاه. والضلال في هذه الآية هو : العذاب ، قال الله تعالى : ( إنّ
المجرمين في ضلال وسُعُر )
( القمر ٥٤ : ٤٧ ) فسمى العذاب ضلالاً والنعيم هداية ، والأصل في ذلك أنّ الضلال
هو الهلاك والهداية هي النجاة.
قال الله تعالى حكاية عن العرب : ( أإذا
ضللنا في الأرض أإنّا لفي خلق جديد )
( السجدة ٣٢ : ١٠ ) يعنون إذا هلكنا فيها ، وكان المعنى في قوله : ( فمن يرد
الله أن يهديه )
ما قدّمناه وبيّناه ومن يرد أن يضلّه ما وصفناه ، والمعنى في قوله : ( يجعل صدره
ضيّقاً حرجاً )
يريد سلبه التوفيق عقوبة له على عصيانه ومنعه الألطاف جزاء له على إساءته ، فشرح
الصدر ثواب الطاعة بالتوفيق ، وتضييقه عقاب المعصية بمنع التوفيق ، وليس في هذه
الآية على ما بيّناه شبهة لاَهل الخلاف فيما ادّعوه من أنّ الله تعالى يضلّ عن الإيمان
ويصدّ عن الإسلام ويريد الكفر ويشاء الضلال.
وأمّا قوله تعالى : ( ولو شاء
ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعاً )
( يونس ١٠ : ٩٩ ) ، فالمراد به الاخبار عن قدرته ، وأنّه لو شاء أن يلجئهم إلى الإيمان
ويحملهم عليه بالإكراه والإضطرار لكان على ذلك قادراً ، لكنّه شاء تعالى منهم الإيمان
على الطوع والاختيار ، وآخر الآية يدلّ على ما ذكرناه وهو قوله تعالى : ( أفأنت
تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين )
( يونس ١٠ : ٩٩ ) يريد أنّه قادر على إكراههم على الإيمان لكنّه لا يفعل
نام کتاب : الأمر بين الأمرين نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 64