نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 99
تتمة :
[١٥]
التنكير
في قوله عليهالسلام : « وَجَعَلَكَ آيةً من
آيات مُلكِهِ » ، يمكن أن يكون
للنوعيّة ، كما قالوه في قوله تعالى : (وعلى
أبصارهم غشاوة)(١) (٢) ،
والأظهر أن يُجعل للتعظيم.
فإن قلت : احتمال التحقير أيضاً قائم ،
وهذا كما قالوه في قوله تعالى : (إِنِّي
أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن )[٣]:
إنّ التنكير فيه يحتمل التعظيم والتحقير معاً ، أي عذاب شديد هائل ، أو عذاب حقير
ضعيف ، فلمطويت عنه كشحاً!؟.
قلت : الاحتمالان في الآية الكريمة
متكافئان بحسب ما يقتضيه الحال ، فلذلك جوزهما علماء المعاني من غيرترجيح ، بخلاف
ما نحن فيه ، فان الحمل على التحقير وان كان لا يخلو من وجه ـ أيضاً ـ نظراً إلى
ما هو أعظم منه من آيات ملكه جلَّ شأنه ، إلَّا أنَّ الحمل على التعظيم كأنَّه
أوفق بالمقام ، وأنسب بمقتضى الحال ، فلذلك ضربت عن ذكره صفحاً.
وإن أبَيْت إلَّا أن تساوي الأمرين في
ذلك فلا مشاحة معك ، وللناس فيما يعشقون مذاهب.
وقوله
عليهالسلام : « وامتهنك
... » إلى آخره ، مبين ومفسّر للآية والعلامة ، وكون إحدى الجملتين مبيناً ومفسراً
لبعض متعلقات الاُخرى لا يوجب كمال الاتصال بينهما المقتنر لفصلها عنها ، إنَّما
الموجب له أن تكون الثانية مبينة وكاشفة عن نفس الأولى ، كما في قوله تعالى : (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ