نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 83
وسرعة
حركة القمر [١]
بالنظر الى سائر الكواكب ؛ أما الثوابت فظاهر ، لكون حركتها أبطأ الحركات حتى أنَّ
القدماء لم يدركوها ؛ وأمَّا السيارات فلأن زحل[١١ / أ] يتم الدور في ثلاثين سنة ،
والمشتري في اثنتي عشرة سنة ، والمريخ في سنة وعشرة أشهر ونصف ، وكلاً من الشمس
والزهرة وعطارد في قريب سنة ، وأما القمر فيتم الدور في قريب من ثمانية وعشرين
يوماً.
هذا ولا يبعد أن يكون وصفه عليهالسلام القمر بالسرعة باعتبار حركته المحسوسة
على أنّها ذاتية له ، بناء على تجويز كون بعض حركات السيارات فيأفلاكها من قبيل
حركة الحيتان في الماء ، كما ذهب إليه جماعة ، ويؤيده ظاهر قوله تعالى : (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ )[٢].
ودعوى امتناع الخرق على الأفلاك لم تقرن
بالثبوت ، وما لفَّقه الفلاسفة لاثباتها أوهن من بيت العنكبوت ؛ لابتنائه على عدم
قبول الأفلاك باجزائها للحركة المستقيمة ، ودون ثبوته خرط القتاد [٣] ، والتنزيل الإلهي الذي لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه ناطق بانشقاقها[٤].
وما ثبت من معراج نبينا صلىاللهعليهوآله بجسده المقدس الى السماء السابعة صاعداً
شاهد بانخراقها.
[١] في هامش بعض
النسخ ما لفظه : نُقل عن بعض الأكابر أنّ ما يدل على سرعة حركة القمر ـ أيضاً ـ
التناسب العددي ببن « القي » واسم « السريع » ، إذ كلّ منهما ثلاثمائة وأربعون ،
والتناسببحسب النقاط أيضاً ، هو من الأسرار!!!.
[٣] قوله : « دون
ثبوته خرط القتاد » مثل مشهور يضرب للدلالة على استحالة حصول شيء ما والقتاد : شجر
شاك صلب فيه مثل الابر ، والخرط نزع قشر الشجر جذباً بالكف. والمعنى أنتحمل نزع
قشر القتاد أهون من حصول العمل.
انظر : لسان العرب ٣ : ٣٤٢ و
٧ : ٢٨٤ / مجمع الامثال ١ : ٢٦٥ ت ١٣٩٥. (٤) المراد بانشقاقها : انشعاب فيها في
القيامة ، كقوله تعالى « وانشقت السماء فهي يومئذ
واهية » [ الحاقة ، مكية ، ٦٩ : ١٦ ] وقوله تعالى : «
إذا السماء انفطرت ، وإذا الكواكب انتثرت » [ انفطار ، مكية ، ٨٢ : ١ و ٢ ] إلى غير ذلك من الآيات ، « منه ». قدس
سره ، هامش الأصل.
نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 83