نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 79
فِرَاشاً)[١] ، وقوله سبحانه : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا
)[٢] وقوله جلَّ شأنه : (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)[٣] ، وأمثال ذلك ، ولا دلالة في شيء منها
على ما ينافي الكروية.
قال في الكشّاف عند تفسير الاية الاُولى
، فإن قلت : هل فيه دليل على أنّ الأرض مسَّطحة وليست بكرّية؟.
قلت : ليس فيه إلَّا أنَّ الناس يفتر شونها
كما يفعلون بالمفارش ، وسواءكانت على شكل السطح أو شكل الكرة فالافتراش غير مستنكر
ولا مدفوع؛ لعظم حجمها ، واتساع جرمها ، وتباعد أطرافها. وإذا كان متسهّلاً في
الجبل وهو وتد من أوتاد الأرض ، فهو في الأرض ذات الطول والعرض أسهل [٤]. إنتهى كلامه.
وقال
[٥] في التفسير
الكبير : من الناس من يزعم أنَّ الشرط في كون الأرض فراشاً أن لا تكون كرة ،
فاستدلَّ بهذه الاية على أن الأرض ليست كرة ، وهذا بعيد جدا ، لأنَّ الكرة إذا
عظمت جداً كان كل قطعة منها كالسطح [٦]
، انتهى.
وكيف
يتوهم متوهم أن القول بكروية الأرض خلاف ما عليه أهل الشرع!! وقد ذهب إليه كثيرمن
علماء الإسلام ، وممن قال به صريحاً من فقهائنا ـ رضوان الله عليهم ـ العلّامة آية
الله ، وولده فخر المحققين قدس سرهما.
[٥] أبوعبدالله محمد
بن عمر بن الحسين الطبرستاني الرازي ، ابن الخطيب الشافعي الأشعري. العالم الاُصولي
المتكلّم المشارك في العلوم. أخذ عن والده والكمال السمناني والجيلي. له التفسير ،
المباحثالمشرقية ، الملخّص ، المحصّل. توفي سنة ٦٠٦ هـ = ١٢٠٩ م بهراة.
له ترجمة في : تاريخ الحكماء
: ١ ٢٩ / وفيات الأعيان ٤ : ٢٤٨ ت / طبقات السبكي ٥ : ٢٣ / وانظرسيرأعلام النبلاء
٢١ : ٥٠٠ ت ٢٦١ ومصادره.