نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 114
إرشاد
:
لعلك تقول ـ عند ملاحظة قوله عليهالسلام : « وامتهنك بالزيادة والنقصان » ـ :
أنَّ حصول الإمتهان للقمر بنقصان نوره ظاهر ، فما معنى حصول الامتهان له بزيادة
النور؟ فاقول فيه وجهان :
الأول
: أنّه لمّا كان أحد وجهيه مستنيراً بالشمس دائماً ، وكانت زيادة نوره إنما هي
بحسب إحساسنا فقط ، وقد سخره الأمر الالهي لأن يتحرك في النصف الأول من الشهر على
نهج لا يزيد به المنير منه في كل ليلة إلّا شيئاً يسيراً ، لا يستطيع أن يتخطاه ،
ولا يقدر على أن يتعدّاه ، أثبت عليهالسلام
له الامتهان ، بسبب إذلاله وتسخيره للزيادة على هذا الوجه المقرر ، والنهج الخاص.
وقد شبّه بعضهم حال القمر ، في ظهور القدر المرئيّ منه شيئاً فشيئاً في النصف
الأول من الشهر إلى أن يصير بدراً ، ثم استتاره شيئاً فشيئاً في النصف الثاني إلى
أن يختفي ؛ بما إذا أمر السيد عبده بان لا يكشف النقاب عن وجهه للناظرين إلّا على
التدريج شيئاً فشيئاً في مدة معينة ، وأنّه متى انكشف وجهه بأجمعه فليبادر في
الحال إلى ستره ، وارخاء النقاب عليه شيئاً فشيئاً إلى أن يختفي بأجمعه عن
الأبصار.
الوجه
الثاني : أن يكون مراده عليهالسلام
الامتهان [٢١ / ] بمجموع الزيادة والنقصان ، أعني التغير من حال إلى حال ، وعدم
البقاء على شكل واحد ، ولعل هذا الوجه أقرب ، وهو جار فيما نسبه عليهالسلام إليه من الامتهان بالطلوع والافول ،
والإنارة والكسوف.
ويمكن
أن يوجه امتهانه بالإنارة بوجه آخر ، وهو : أن يراد بها إعطاؤه النور للغير ـ كوجه
الأرض مثلاً ـ لا اتصافه هو بالنور ، فان الإنارة والإضاءة كما جاءا في اللغة
لازمين فقد جاءا متعديين أيضاً[١]،
وحينئذ ينبغي أن يراد بالكسوف
[١] انظر لسان العرب
١ : ١١٢ / الصحاح ١ : ٦٠ ، مادة « ضوء » فيهما.
ولسان العرب ٥ : ٢٤٠ / الصحاح
٢ / ٨٣٩ ، مادة « نور » فيهما.
نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 114