نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 103
فكما أنَّ هذه لا تبصر الأشياء الصغيرة
والخطوط الدقيقة إلّا بتوسط تلك الصفحة ، فكذلك تلك لا تبصر شيئاً من الأشياء إلّا
بتوسط الضوء ، وكما أنَّ هذه لا تشغل البصر عن الإحساس بما وراءها فكذلك تلك .
والله أعلم بحقائق الاُمور.
تبصرة
:
لعلّه عليهالسلام
أراد بالظلم في قوله : « نوّر بك الظُلَم » الأهوية المظلمة ، لا الظلمات أنفسها ،
فإنّها لا تتصف بالنور.
وتجويز
كونه عليهالسلام أراد ذلك
مبني على أن الهواء يتكيّف بالضوء ، وهو مختَلَف فيه ، فالذين جعلوا اللون شرطاً
في التكيف بالضوء منعوا منه.
وأورد
عليهم : أنّا نرى عند الصبح ما يقارب الاُفق مضيئاً ، وما هو إلّا الهواء المتكيف
بالضوء.
وأجابوا
: بأن ذلك للأجزاء البخارية المختلطة به ، والكلام في الهواء الصّرف الخالي من
الشوائب البخارية والدّخانية القابلة للضوء بسبب كونها متلونة في الجملة.
ورده
الفخر الرازي : بأنّه يلزم من ذلك أن الهواء كلما كان أصفى كان الضوء الحاصل فيه
قبل الطلوع وبعد الغروب أضعف ، وكلّما كان البخار والغبار فيه أكثر كان الضوء أقوى
؛ لكن الأمر بالعكس [١٧١ / ب] [١]،
هذا كلامه ، وللتأمل فيه مجال واسع.
واستدل في الملخص على استضاءة الهواء
بأنّه لو لم يتكيف بالضوء لوجب أن نرى بالنهار الكواكب التي في خلاف جهة الشمس ؛
لأن الكواكب باقية على ضوئها ، والحس لم ينفعل على ذلك التقدير من ضوء أقوى من
ضوئها يمنع