نام کتاب : النّظام الصحّي والسّياسة الطبّيّة في الإسلام نویسنده : الأعرجي، زهير جلد : 1 صفحه : 47
الخبرة
الطبية وروادها في النظام الرأسمالي
ومع تطور الطب وتقدم العلوم الصحية في
نهايات القرن التاسع عشر الميلادي اخذت المهنة الطبية ـ تاريخياً ـ تتجه نحو
الاندماج بالنظام الطبقي الرأسمالي. فاصبح الاطباء المتخصصون يتمعتون بالمنزلة
الاجتماعية التي تضعهم على قدم المساواة مع افراد الطبقة الرأسمالية. وللحفاظ على
هذه المنزلة الرفيعة ، فقد سعى النظام الصحي الى تطويع القانون لصالحه [١] ، فاصبح الطب محصوراً من الناحية
القانونية بالاطباء المجازين لممارسة المهنة فقط دون غيرهم. وبعد ذلك ، اصبح
الاطباء لا يخضعون لمجالس ادارات المستشفيات ، بل امسى لهم استقلال ذاتي ضمن
النظام الصحي. وهكذا اتخذ الطب اولى الخطوات للوصول الى الطبقة العليا حيث الثروة
والقوة السياسية والمنزلة الاجتماعية ، على عكس المهن الاخرى ، كالتعليم مثلاً ،
حيث يخضع المعلم لسيطرة اعضاء مجلس ادارة المدرسة من وجهاء المحلة ، في تعيين
راتبه ، ووضع منهاج عمله في التدريس ، وطرق معاملته الطلبة في الصف المدرسي ،
وبقية شروط العمل.
ومهما بلغت قدرتهم العلاجية الواقعية ،
حقيقية كانت ام وهمية ، فان الاطباء وضعوا انفسهم في موضع اجتماعي وعلمي خاص ؛ فهم
ـ في اعتقاد الناس ـ وحدهم القادرون على انقاذ المرضى من السقم والمرض والموت.
وخبراء بهذه الدرجة العليا من العلوم الطبية النافعة قادرون على الدخول