وبعد ... فقد جاء في فقه الرضا (ع)
وغيره ، في حديث قوله :
« ... فاذا اشتهى الطعام ، فأطعموه ،
فلربما فيه الشفاء [١]
».
ولعل مرد ذلك الى ان الجسد ربما يكون قد
بدأ يشعر بما يحتاج اليه ويحاول التعويض عن النقص الذي يعاني منه ، ومعنى ذلك هو :
ان مقتضيات الصحة والعافية قد بدأت تتغلب على عوامل المرض فيه ... واذن ... فلا بد
من تلبية حاجة الجسد هذه ، وعدم منعه عما يتطلبه.
ولعل الى هذا يشير ما روى عنهم عليهمالسلام : اذا جعت فكل ، واذا عطشت فاشرب ،
واذا هاج بك البول فبل ، ولا تجامع الا من حاجة ، واذا نعست فنم [٢].
فاذا لم يكن لدى المريض اشتهاء الى
الطعام ، فان اكراهه عليه لن يكون مفيدا كثيرا ، ان لم نقل : انه لربما يؤدي الى
مضاعفات غير حميدة : نفسيا ، وجسديا. ولاجل ذلك نجد بعض النصوص تقول :
عنه (ص) : « لا تكرهوا مرضاكم على
الطعام ، فان الله يطعمهم ويسقيهم [٣]
».
[١] مستدرك الوسائل
ج ١ ص ٩٦ ، والبحار ج ٦٢ ص ٢٦١ عن فقه الرضا ص ٤٦ وراجع : كنز العمال ج ١٠ ص ٧ و
٤٦ عن ابن ماجة عن ابن عباس ، وعن ابن ابي الدنيا وعبد الرزاق عن عمر ، وراجع
البحار ج ٨١ ص ٢٢٤ ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٩٧ عن الطبراني ، وسنن ابن ماجة ج ١ ص ٤٦٣
، والطب النبوي لابن القيم ص ٨٤.
[٣] البحار ج ٦٢ ص
١٤٢ عن الدعائم وص ٢٧٣ عن السرائر ، ابواب الاطعمة والاشربة ، ولم ينسبه له (ص) ،
وطب الصادق ص ١٦ عن الدعائم ، ومستدك الحاكم ، ج ١ ص ٣٥٠ و ٤١٠ ، وتلخيصه للذهبي
بهامش نفس الصفحة ، وكنز العمال ج ١٠ ص ٢٧ عنه وعن الترمذي ، وسنن البيهقي ج ٩ ص
٣٤٧ ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٨٦ عن البزار والطبراني في الاوسط ، ونوادر الاصول ص ٦٦
ومستدرك الوسائل ج ٣ ص ١٢٧ ، والطب النبوي لابن القيم ص ٧١ والترمذي ج ٤ ص ٣٨٤
ومصابيح السنة ج ٢ ص ٩٥.