نسي ، ثم ظهر على
اساس هؤلاء لدى غيرهم ؛ فنسب اليهم اختراعه ، او اكتشافه [١].
هذا ... وثمة رأي آخر يقول : ان صناعة
الطب مبدؤها الوحي والالهام ، وقد قال الشيخ المفيد قدس الله نفسه الزكية :
« الطب صحيح ، والعلم به ثابت ، وطريقه
الوحي ، وانما أخذه العلماء به عن الانبياء ، وذلك انه لا طريق الى علم حقيقة
الداء الا بالسمع ، ولا سبيل الى معرفة الدواء الا بالتوفيق ... الخ [٢] » ... هذا ... وقد ذكروا لهذا القول
دلائل وشواهد ، لا مجال لايرادها هنا ؛ فمن ارادها فليراجعها في مظانها [٣].
اما نحن ... فنرى : ان الطب قد وجد منذ
وجد الانسان على وجه هذه الارض ، فمنذ ذلك الحين عانى من الداء ، فوفق بالهام من
الله الى كثير من الامور التي يمكن ان تعتبر دواء ...
كما اننا نرى : ان كثيرا من المعالجات.
وان كانت قد جاءت عن طريق ارشادات الانبياء عليهمالسلام
للناس اليها ، كما قاله الشيخ المفيد ... الا انه ليس كله كذلك ، بل فيه ما جاء عن
طريق التجربة ايضا ،. او الصدفة ، او الفكر والملاحظة ، بعد الاطلاع على طبائع بعض
الاشياء ، كما هو مشاهد وملموس ... ولعلنا يمكن ان نجد لدى ابن ابي اصيبعة بعض
الميل الى هذا الرأي [٤]
، وان كان قد عبر في اول كلامه عن صعوبة الجزم برأي ما ، في هذا المجال ...
الصلة بين الطب ، والسحر ، والكهانة :
ان الذي يراجع تاريخ الشعوب والامم
الخالية يجد : انه قد كان ثمة صلة
[١] راجع عيون :
الانباء ص ٢٧ ط سنة ١٩٦٥ وطب الامام الصادق ص ٥ ـ ٦.