نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 78
الرزية كل الرزية ما
حال بين الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
وبين كتابه. وله حق البكاء ، بل ينبغي ان يبكي عليه كلّ مسلم يحب دينه.
لكن المانعين ، من الصحابة وعلى رأسهم
عمر وهو الخليفة الثاني ، فما هو المخرج من هذه المشكلة العويصة المحيّرة للعقول؟
وقد ذكر علماء الحديث والكلام أعذاراً كثيرة ، لكنّها غير مقنعة عند من نجاه الله
من التقليد والعصبية ووفقه لتطبيق الاعتقاد على الحق دون تطبيق الحق على الاعتقاد[١]، ولا شيء أفضل من ان نقول والله العالم
، وانا لله وانا اليه راجعون.
٨ ـ ثم انّ في مقالة عمر : ( حسبنا كتاب
الله ) اشكال آخر ، وهو انّ قول النبي وفعله وتقريره مصدر ثان للتشريع ، ولا شكّ
في عدم كفاية القرآن وحده من دون السنّة النبوية لنجاة المسلمين ، فكما يجب العمل
بالقرآن ، يجب العمل بالسنّة بدلالة آيات من القرآن ، فرد أمر الرسول ردّ للقرآن
أيضاً. على ان عمر واتباعه يعلمون ـ اتم علم ـ بانّ الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم اعلم منهم ومن كل أحد بالقرآن ، فلو
كان القرآن كافياً لهم لَما قال لهم اكتب لكم كتاباً لا تضلّون بعده أبداً ، فاستدلالهم
هذا رد اعتقادي على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وهذا اقبح من منع اتيان ما يكتب فيه ، فانّه مجرد عصيان عملي.
( ٢٣ ) وعن العرباض قال : نزلنا مع
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم خيبر ... فغضب
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : « يا
ابن عوف اركب فرسك ثم ناد ... » فقام صلىاللهعليهوآلهوسلم
فقال : « أيحسب أحدكم متكئاً على اريكته قد يظن انّ الله لم يحرم شيئاً إلاّ ما في
هذا القرآن ، ألا واني والله قد وعظت وأمرت ونهيت عن اشياء ، انّها لمثل
[١] انظر ـ من باب
المثال ـ الى شرح النووي في تأويل الحديث ، فكل ما قاله أو نقله فهو وهن ضعيف ، ولا
يخفى على أهل العلم بطلانه بل هو واضح البطلان.
نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 78