نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 292
أوجه شتى بعبارات
مختلفة. ومن ثم أنكر على ابن ملك اثباته القواعد النحوية بالاَلفاظ الواردة في
الحديث.
وقال أبو حيان في شرح التسهيل ـ يرد على
ابن مالك الذي جوز الاستشهاد بالحديث وهو صاحب الالفية المشهورة ـ :
قد أكثر المصنّف من الاستدلال بما وقع
في الاَحاديث على اثبات القواعد الكلية في لسان العرب ، وما رأيت أحداً من
المتقدّمين والمتأخّرين سلك هذه الطريقة غيره ، على انّ الواضعين الاَولين لعلم
النحو المستقرئين للاَحكام من لسان العرب كأبي عمرو بن العلاء ، وعيسى بن عمر ، والخليل
، وسيبويه من أئمّة البصريين ، والكسائي ، والفراء ، وعلي بن مبارك الاَحمر ، وهشام
بن الضرير من أئمّة الكوفيين لم يفعلوا ذلك ، وتبعهم على هذا المسلك المتأخّرون من
الفريقين وغيرهم من نحاة الاَقاليم ، كنحاة بغداد وأهل الاندلس. وقد جرى الكلام في
ذلك مع بعض المتأخرين الاذكياء فقال : انّما ترك العلماء ذلك لعدم وثوقهم بانّ ذلك
لفظ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ لو
وثقوا بذلك لجرى مجرى القرآن الكريم في اثبات القواعد الكلية ، وانّما كان ذلك
لاَمرين :
أحدهما : انّ الرواة جوّزا النقل
بالمعنى ، فتجد قصة واحدة قد جرت في زمانه صلىاللهعليهوآلهوسلم
ولم تنقل بتلك الاَلفاظ جميعها ، نحو ما ورد في قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « زوجتكها بما معك من القرآن وملكتكها بما معك » وغير ذلك من الاَلفاظ الواردة
في هذه القصة ، فتعلم يقيناً انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
لم يلفظ بجميع هذه الاَلفاظ ، بل لا نجزم بانّه قال بعضها ، إذا يحتمل انّه قال
لفظاً مرادفاً لهذه الاَلفاظ غيرها ، فأتت الرواة بالمرادف ولم تأت بلفظه ، إذ
المعنى هو المطلوب ولا سيّما مع تقادم السماع وعدم ضبطه بالكتابة والاتكال على
الحفظ والضابط منهم من
نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 292