نام کتاب : مسكّن الفؤاد عند فقه الاحبة والاولاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 20
( من العذاب الأليم
والعقاب العظيم ) [١]
، الذي لا يطيقه بشر ، ولا يقوى به أحد ، مع أن ولدك مشاركك في هذه السعادة ، فقد
فزت أنت وهو ، فلا ينبغي أن تجزع.
ومثل نفسك : أنه لو دهمك أمر عظيم ، أو
وثب عليك سبع أو حية ، أو هجمت عليك نار مضرمة ، وكان عندك أعز أولادك ، وأحبهم
إلى نفسك ، وبحضرتك نبي من الأنبياء ، لا ترتاب في صدقه ، وأخبرك : أنك إن افتديت
بولدك سلمت أنت وولدك ، وإن لم تفعل عطبت ، و ( الحال أنك ) [٢] لا تعلم هل يعطب ولدك ، أو يسلم؟
أيشك عاقل أن الإفتداء بالولد الذي
يتحقق معه سلامة الولد ، ويرجى معه ـ أيضاً ـ سلامة الوالد ، هو عين المصلحة ، وأن
عدم ذلك ، والتعرض لعطب الأب والولد هو عين المفسدة! بل ربٌما قدٌم كثير من النٌاس
نفسه على ولده ، وافتدى به وإن تيقٌن عطب الولد ، كما اتفق ذلك في المفاوز [٣] والمخمصة [٤].
هذا كله في نار وعطب ينقضي ألمه في ساعة
واحدة ، وربما ينتقل بعده إلى الراحة والجنة ، فما ظنك بألم يبقى أبد الآباد ،
ويمكث سنين!؟ وإن يوماً عند ربك منها كألف سنة مما تعدون ، ولو وآها أحدنا ، وأشرف
عليها ، لود أن يفتدي ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في ألارض جميعاً
ثم ينجيه كلا إنها لضى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى [٥].
ومن هنا جاء ما ورد عن النبي صلىاللهعليهوآله ، أنه قال لعثمان بن مظعون رضياللهعنه ، وقد مات ولده ، فاشتد حزنه عليه : «
يا ابن مظعون ، إن للجنة ثمانية أبواب ، وللنار سبعة أبواب ، أفما يسرك أن لا تأتي
باباً منها إلا وجدت ابنك الى جنبه [٦]
، آخذاً بحجزتك يستشفع لك إلى ربك [٧]
، حتى يشفعه الله تعالى؟ ».
وسيأتي له نظائر كثيرة إن شاء الله.
الثالث : إنك تحب
بقاء ولدك لينفعك في دنياك ، أو في آخرتك ، ولا تريد