نام کتاب : مسكّن الفؤاد عند فقه الاحبة والاولاد نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 17
بِسْمِ اللهِ الرّحْمن
الرحيم
الحمد لله الذي قضى بالفناء والزوال على
جميع عباده ، وأنفذ أمره فيهم على وفق حكمته ومراده ، ووعد الصابرين على قضائه جميل
ثوابه وإسعاده ، وأوعد الساخطين جزيل نكاله وشديد وباله في معاده ، ولذذ قلوب
العارفين بتدبيره ، فبهجة نفوسهم في تسليمها لقياده ، هذا مع عجز كلّ منهم عن دفاع
ما أمضاه وإن تمادى الجاهل في عناده. فإياه ـ سبحانه ـ أحمد على كل حال ، وأسأله
الإمداد بتوفيقه وإرشاده.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له ، شهادة أستدفع بها الاهوال في ضيق المحشر ووهاده [١] ، وأشهد أن محمداً صلىاللهعليهوآله عبده ورسوله ، أفضل من بشر وحذر ،
وأعظم من رضي بالقضاء وصبر ، وخدم به سلطان معاده ، صلى الله عليه وعلى آله
الأخيار ، أعظم الخلق بلاءً ، وأشدّهم عناءً ، أسدهم تسليماً ورضاءً ، صلاة دائمة
واصلة إلى كل واحد بانفراده.
وبعد : فلما كان الموت هو الحادث العظيم
، والأمر الذي هو على تفريق الأحبة مقيم ، وكان فراق المحبوب يعد من أعظم المصائب
، حتى يكاد يزيغ له قلب ذي العقل [٢]
، والموسوم بالحدس [٣]
الصائب ، خصوصاً ومن أعظم الأحباب الولد ، الذي هو
[١] الوهاد : جمع
وهدة وهي الحفرة ، اُنظر « القاموس المحيط ـ وهد ـ ١ : ٣٤٧ ».