نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 464
« الحمد لله الأحد المحمود ، الذى توحّد
بملكه ، وعلا بقدرته ، أحمده على ما عرّف من سبيله ، وألهم من طاعته ، وعلّم من
مكنون حكمته ، فإنّه محمود بكل ما يولي ، مشكور بكل ما يُبلي.
وأشهد أنّ قوله عدل ، وحكمه فصل ، ولم
ينطق فيه ناطق بكان إلاّ كان قبل كان ، وأشهد أنّ محمّداً صلىاللهعليهوآله عبدالله وسيّد عباده ، خير من أهّل
أوّلاً ، وخير من أهّل آخراً ، فكلّما نسج الله الخلق فريقين جعله في خير الفريقين
، لم يسهم فيه عائر ولا نكاح جاهلية.
ثمّ إنّ الله تعالى ( قد بعث إليكم
رسولاً من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) [١] فـ ( اتّبعوا ما اُنزل
إليكم من ربّكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ماتذكّرون )[٢].
فإنّ الله جعل للخير أهلاً ، وللحق
دعائم ، وللطاعة عِصَماً يعصم بهم ، ويقيم من حقّه فيهم ، على ارتضاء من ذلك ،
وجعل لها رُعاة وحفظة ، يحفظونها بقوّة ويعينوا عليها أولياء ذلك بما ولّوا من حقّ
الله فيها.
أمّا بعد ، فإنّ روح [٣] البصر روح الحياة الذي لا ينفع إيمان
إلاّ به ، مع كلمة الله والتصديق بها ، فالكلمة من الروح والروح من النور ، والنور
نور السماوات ، فبأيديكم سبب وصل إليكم ، منه إيثار واختيار ، نعمة الله لا تبلغوا
شكرها ، خصّصكم بها ، واختصّكم لها ( وتلك الأمثال نضربها
للناس وما